|


صالح الصالح
حناجر المتاجر
2013-06-23

بالأمس أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي توقيع عقد مع شركة “أديداس” الألمانية لمدة 10 سنوات مقابل 300 مليون جنيه إسترليني، وكان جاره الآرسنال اتفق على أكبر صفقة مربحة لزي فريق كرة القدم في تاريخ مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز مع شركة “بوما” الألمانية بعقد يمتد 5 سنوات وبقيمة 170 مليون جنيه إسترليني (263 مليون دولار)، منهياً بذلك علاقة دامت 20 عاماً تقريباً مع الشركة الأمريكية “نايكي”. لن أذهب بعيداً شركة “أديداس” تدفع للنادي الأهلي المصري ما يعادل مليون ريال سنوياً مقابل إرتداء “كبير إفريقيا” قميصها. رئيس مجلس إدارة شركة الحلم الرياضي تركي البراهيم، وهي إحدى الشركات التي تملك نصيباً من متاجر أندية النصر والهلال والاتحاد علّق في حسابه في تويتر على خبر تشيلسي مع “أديداس” بقوله: “هذه الشركات تدفع للأندية المتوسطة في أوروبا وإفريقيا لكنها لا تعترف بجماهيرية أنديتنا لذلك تطلب ملايين مقابل أن توفر أطقم لأنديتنا”. ويضيف في تغريدة أخرى: “هل من المعقول أن نتمسك بهم، ونضيع دخلاً مهماً لأنديتنا لأننا نريد فقط أن يكون طقم الفريق يحمل ماركة عالمية، إما أن تحترم هذه الشركات العالمية جماهيرية أنديتنا أو تذهب، على أي أساس تلبس أنديتنا الجماهيرية أطقمهم، وتعمل دعاية لشعاراتهم، وفوق هذا تدفع”. أعتقد أن هذه التساؤلات مبررة جداً ومنطقية، في ظل أن جميع الأندية الكبيرة في السعودية -بإستثناء النصر الذي يملك ماركته الخاصة- يدفعون للشركات الكبيرة مقابل إرتداء شعارها أو يدفعون قيمة البضاعة التي عليهم شراؤها من هذه الشركات العالمية. أعتقد أن تحول أطقم أنديتنا ومنتجاتها إلى شركات خاصة مثلما فعل النصر الذي يتم تصنيع أطقمه في مصانع شركة “بوما” بات أمر مقبولاً، أو أن اللجوء إلى شركات أخرى لديها القدرة على الدفع للأندية مقابل التسويق هو خيار آخر يصب في النهاية لمصلحة الأندية ومواردها المالية. كل الأرقام الضخمة أعلاه تثبت أن شركات الملابس تحولت إلى إحدى أهم الموارد المالية للأندية في العالم، في إنجلترا مثلاً ليفربول يملك عقداً مع شركة “واريور” بقيمة 25 مليون جنيه سنوياً، وعقد مانشستر يونايتد مع “نايك” بقيمة 287 مليون جنيه لمدة 15 عاما، أي ما يفوق 19 مليون جنيه في الموسم الواحد. في إسبانيا حققت شركة “نايك” قبل يومين فقط أرباحاً ضخمة عقب تدشين فريق برشلونة الإسباني لطقمه الجديد، إذ شهد متجر الفريق في ملعب “كامب نو” إقبالاً منقطع النظير لشراء الطقم الذي تبلغ قيمته 500 ريال تقريباً. أعتقد أن هذه الممارسة الاحترافية تبدأ من رؤساء الأندية مروراً باللاعبين، وتفهمهم للمشاركة في تسويق المنتج نهاية بالجمهور المستهدف، الذي عليه أن يعي أن لبس ناديه لماركة خاصة أو لماركة جديدة مقابل تحقيق أرباح لناديه أفضل بكثير من التباهي بماركة عالمية لا يكسب ناديه من ورائها سوى الـ”show” فقط، ويخسر مادياً. إجمالاً المرحلة الحالية تشهد متغيرات عدة، وعلى جميع أضلاع الحركة الرياضية استيعاب ذلك بل والمشاركة الفاعلة فيه، إذ كنا ننشد إصلاحاً رياضياً شاملاً لكرتنا التي تستحق أن نعمل للارتقاء بها، وليس للعب فيها فقط.