في يوم الثلاثاء الموافق 2006/3/14 فقد سوق الأسهم السعودي أكثر من 75 % من قيمته السوقية بعد أن وصل إلى ارتفاعات تاريخية، وتم حينها التحذير من ارتفاع المؤشر بوصفه صعوداً غير مبرر أو منطقي طوال الأشهر التي سبقت ذلك اليوم الأسود، وهي التحذيرات التي لم يستمع لها أحد حتى أفاق الناس على كارثة لم يسلم منها أحد، ولاتزال تداعياتها مستمرة حتى الآن. أعتقد أن الرياضة السعودية ماضية في هذا الطريق، ولا أدل على ذلك من حجم المرتبات العالية للاعبين المحليين التي وصلت إلى أرقام فلكية لاتوازي بأي حال من الأحوال المستويات المقدمة. إدارة نادي ميلان الإيطالي أعلنت قبل يومين نيتها تجديد عقد قائد الفريق الإيطالي أمبروزيني (35 عاماً) لعام آخر، والذي ينتهي عقده الحالي بعد أيام، وسيتقاضى اللاعب مليون ونصف يورو مرتباً سنوياً أي ( 7 ملايين و235 ألف ريال) فقط فقط فقط. هنا أتحدث عن قائد لفريق يصنف من الأفضل في تاريخ كرة القدم العالمية، ولدينا لاعبون تجاوزوا هذا الرقم أو جاوروه، وهم من تقل مستوياتهم بكثير عن الصف الثاني من ميلان الإيطالي وليس لاعبوه الأساسيون. الارتفاع المبالغ فيه في عقود ومرتبات اللاعبين المحليين كانت نتائجه سريعة، ولم ننتظر طويلاً لنرى الإنعكاس السلبي لذلك، فيكفي أن تشاهد مركز المنتخب السعودي الأول في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو لايزال غير موجود في قائمة الـ100، ويكفي أن تلحظ غياب أنديتنا عن تحقيق لقب دوري أبطال آسيا من 2005، ويكفي أن تستمع بسخرية لوصف دورينا بأفضل دوري عربي، لتعرف أننا في أزمة لكننا نفشل في الاعتراف بها قبل إدارتها وحلها. في قطر والإمارات يقال إن السيولة المادية المتوفرة لأنديتهم تسمح لهم بتعاقدات مميزة، لكن الغريب وعلى الرغم من حاجتهم للاعبين آسيويين أسوة بنا لماذا لا يتواجد في ملاعبهم أي نجم سعودي؟ لماذا لايقدمون عروضاً بسبعة أو ثمانية ملايين لعام واحد للاعب سعودي واحد فقط؟ تجربة ياسر القحطاني مع العين كانت استثناء ولكنه لم تنجح لذلك لم يستمر، لكن ماذا عن البقية الذين يطالبون أنديتهم بهذه المبالغ؟ وتضطر إدارات أنديتهم صاغرة للموافقة عليها، لأن قيمة التعاقدات من خزانة النادي من دون أدنى حرص أو مسؤولية على حاجة النادي أو ميزانيته أو ديونه، المهم رفع شعار: “أجيبه يعني أجيبه”. الشباب دفع لتجديد عقد شهيل 6 ملايين سنوياً ليغيب بعدها عن المشاركة أساسياً منذ شهور، الفريدي ترك الهلال وأخذ من الاتحاد الغارق في ديونه ما يريد، وتحول سجيناً في دكة البدلاء، العابد يطالب من الهلال قريباً مما أخذه الفريدي، إدارة الاتفاق تطالب ب15 مليون للتخلي عن يحيى الشهري خلاف مرتبه السنوي الذي يصل إلى 7 ملايين ريال، والنصر صاحب الملفات المالية المعلقة يريده. العروض في الدوري المحلي لاتحكمها الحاجة الفنية أو المبالغ المالية أو الإمكانات المتاحة، ما يحكمها رغبة رئيس ناد يريد أن يوّرط من بعده، والمهم “تطلع الصورة حلوة”.