|


صالح الصالح
المتاجرة بالجراح
2013-05-14

فجأة اكتشف المجتمع الرياضي أن لدينا أيتام، وأن لدينا عائلات نجوم كرويين يعانون من ضيق اليد، ويحتاجون إلى وقفة صادقة لتحسين أوضاعهم، وأن لدينا سلوكيات مشينة تتكرر داخل الملعب وخارجه، كل ذلك حدث فجأة، وكأننا مجتمع حديث التكوين، وهذه أحداث نراها للمرة الأولى. ما أجزم به أننا اعتدنا أن نكون مجتمع ردة الفعل فقط، باتت جميع تحركاتنا مبنية على ما يخصنا فقط، مصالحنا الخاصة هي البوصلة التي توجهنا، “المصلحة العامة” هو الشعار الذي نردده هرباً من أخطائنا. حتى الأعمال التي ممكن أن نصفها بالخيرية باتت عرضة للمتاجرة، وللمواقف الشخصية، ومساحة واسعة من التربح الإعلامي والاجتماعي، ولا أدل على ذلك من حجم التعاطف الكبير عقب حالة طرد الأيتام في مواجهة النصر والأهلي، ومحاولة استثماره من شخصيات مختلفة كلاً بطريقته أو بشكل أكثر دقة كلاً ونيّته وأهدافه، لذا كل تحرك وجد قبولا من رب العالمين انعكس على خلقه، لذلك رسخت في الذاكرة بعض المبادرات، وغيرها تم نسيانها بل تجاهلها. مباراة الفتح مع منتخب “ركاء” التي كان سيذهب ريعها لصالح أسرة النجم الدولي الراحل فهد الحمدان توقفت لأننا وبكل بساطة لا نعرف حتى كيفية إقامة مثل هذه المبادرات الجميلة، وكأن الموعد المتفق عليه من جميع الأطراف ظهر فجأة، ولم يتم تحديده قبلها بثلاثة أسابيع حتى قبل وفاة الحمدان (رحمه الله) بفترة وجيزة. الأكيد أن الفتح أخطأ باعتذاره في توقيت محرج جداً، والأكيد أيضاً أن الفتح سقط في أول اختبار حقيقي لدوره الاجتماعي بعد تتويجه بالدوري لأول مرة، وعليه إصلاح خطأه بالطريقة التي يعتقد أنها تليق به، وتليق بمناسبة خيرية كانت تحتاج مرونة أكثر وتقديم مصلحة عامة على نظيرتها الخاصة. كل ما حدث سابقاً ويحدث الآن يدفعنا لضرورة التحوّل المؤسساتي، وتأسيس إدارات فاعلة للمسؤولية الاجتماعية داخل الأندية بدلاً من تركها عرضة للاجتهادات والمشاركات الشحيحة في بعض المناسبات الاجتماعية، والأيام العالمية، مع إيماني الشديد أن المحاولات الموجودة حالياً لا ترتقي إلى مستوى عال من الخبرة والاحترافية التي يحتاجها العمل الخيري، وعلى ذكر المسؤولية الاجتماعية، ونقلاً عن صحيفة “استاد الدوحة” كشفت دلال الدوسري المؤسس والمدير العام لوكالة «إمباكت» لحلول المسؤولية الاجتماعية التي تعد الوكالة الأولى والوحيدة لحلول المسؤولية الاجتماعية المتكاملة المتخصصة في القطاع الرياضي في الخليج، والمرتبطة حالياً مع الاتحاد الآسيوي في لجنة المسؤولية الاجتماعية أن الاتحاد القاري سيلزم الأندية التي تشارك في بطولاته القارية مثل دوري أبطال آسيا بتقديم ما يثبت تبنيها لبرامج المسؤولية الاجتماعية وسيكون ذلك اعتباراً من عام نسخة 2014، وبالتالي يستمر هذا الاتحاد منذ تواجد رئيسه الأسبق محمد بن همام بتطويرنا، وفرض جملة قرارات من شأنها أن تسهم في تحويلنا إلى أندية رياضية محترفة بشكل حقيقي حتى وإن تكاسلنا أو أهملنا. إجمالاً العبارات الشهيرة التي تُزين شعارات الأندية (رياضي، ثقافي، اجتماعي) باتت أثراً بعد عين، وبات من المنطقي أن يتم إحياؤها مجدداً بدلاً من تركها عرضة لحماسة شباب يفتقدون الخبرة، ومعرفة كيفية إدارة المناسبات الاجتماعية فضلاً عن وجود حملات اجتماعية تستمر على مدى شهور، لأنني على يقين أن الرياضة يتجاوز نفعها وتأثيرها أرضية الملعب ولكن من يعي.