على طريقة "حدث في مثل هذا اليوم" ولكن الحقيقة قبل 20 يوما من الآن، مرت الذكرى التاسعة لرحيل رمز النصر التاريخي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز باني الأمجاد النصراوية، الذي توفي صباح يوم خميس، ومن بعدها وناديه يئن تحت وطأة اليتم والجحود والنكران، وحرب المصالح الشخصية من قبل المنتمين له قبل أن يكون من خصومه. رحل "أبا خالد" ورحلت معه الشخصية المرجعية التي كان يمثلها في النادي، وحالياً لم تعد موجودة، أو بالأصح منذ 9 سنوات. في عام 1424هـ خسر النصر مباراة دورية أمام الشباب بسداسية تاريخية لم يستطع الأمير عبدالرحمن صبراً وهو يشاهد فريقه ينهار، ويتم تشويه صورته الزاهية، وبين الشوطين فتح جواله المغلق، واتصل على الدكتور سعد الطمرة وشخصية لا يحضرني اسمها حالياً، وطلب منهما التوجه لمنزله مباشرة، وتجهيز اسم المدرب البديل للروماني ريدنيك حينها إضافة إلى عناصر أجنبية على مستوى جيد، وهو ما تم بالفعل حيث تم إلغاء عقد الموجودين إضافة إلى المدرب، ولم تمض 24 ساعة على الخسارة حتى تم إعلان التعاقد مع المدرب المصري محسن صالح، ومواطنه المدافع عماد النحاس، والمغربي هشام أبو شروان، وحينها نجح الفريق في تجاوز آثار السداسية، وتأهل للمربع الذهبي، متغلباً على ظروفه كافة. إنها الإدارة والإرادة حين تجتمعان، إنها سرعة اتخاذ القرار والجرأة في ذلك، إنها المضي قدماً في تقديم مصلحة النادي. إنه عبدالرحمن بن سعود وفقط الفريد من نوعه، وغير القابل للاستنساخ قولاً وفعلاً وفكراً وممارسة وعشقاً لناديه الذي ارتبط به عدة عقود. منذ 9 سنوات والنصر "الكيان" في حاجة إلى رجل مرحلة قادر على ترديد عبارة "أنا لها" وبثقة حقيقية، والتزام فعلي، ويستطيع انتشال النادي من معركة "الحسابات الشخصية" التي أضرت به، وأبقته بعيداً عن المنافسة عن البطولات الكبرى. منذ وفاة رمز النصر التاريخي وحتى الآن مر على كرسي الرئاسة الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، وتبعه الأمير سعد بن فيصل، ومن ثم العميد فهد المشيقح، وبعده الأمير فيصل بن عبدالرحمن، وأخيراً الأمير فيصل بن تركي، وجميع تلك الأسماء لم تستطع تحقيق منجز كبير يروي عطش الجماهير التي لا تزال تترحم على الاختيارات المميزة في العناصر الأجنبية والأجهزة الفنية والإدارية الجيدة التي كان يقف خلفها "الرمز الراحل". يفتقد المشجع النصراوي المغلوب على أمره رئيس ناديه التاريخي الذي فتح باب ناديه وبيته لكل النصراويين، الذي يعد غيابه عن التدريبات أمراً غير معتاد، الذي يبقى صوته قوياً في المطالبة بحقوقه، ولا يتنازل عنها أبداً، الذي أجبر بعض نجوم الفريق على الاعتذار للجماهير في كل حادثة يتجرأ فيها لاعب ويخطئ على مشجع، المدرج كان يعني الكثير جداً لأبي خالد، والآن لم يعد يعني "مدرج الزعفران" لمسيري النصر سوى وسيلة للتباهي بين أنصار الأندية الأخرى، ووسائل الإعلام، لذلك صبراً "آل نصر".