دقيقة ونصف كانت مدة هذا المقطع بمشاركة نجوم فريق برشلونة الحاليين مع السيد "الستيني" سالفا بارتوميو، إذ كانت البداية بقدومه وتصفيق اللاعبين له في تدريبات الفريق، وكانوا يحملونه ويرمونه عالياً في ممارسات الإحتفاء الخاصة، قبل أن يعانقه كل لاعب على حدة. لم يكن سالفا رئيساً سابقاً للنادي أو أحد أهم نجومه في مراحل مضت، أو كان مدرباً للفريق قبل الأجيال الأخيرة بل إنه بكل اختصار سائق حافلة الفريق الذي تقاعد أخيراً. ثمة تصرفات تشعرك بالفخر وأنت تنتمي لمؤسسة رياضية عريقة شعارها "أكثر من ناد"، وهو الشعار الذي تحول على أرض الواقع بدليل تصريح رئيس برشلونة روسيل قبل شهرين بعد إعلان مرض مدرب الفريق تيتو فيلانوفا عندما أكد على أن حياة تيتو وأبيدال أهم من الفوز بالبطولات. أعتقد أن مؤسساتنا الرياضية تحتاج إلى الرفع من مستوى الجانب الإنساني في ممارساتها مع منسوبيها ومع جماهيرها، ومع جملة أحداث ومناسبات تمر على الأندية مرور الكرام، ومن دون ترك أثر طيب في نفوس الآخرين. أعرف جيداً قائمة طويلة من اللاعبين الأجانب المحترفين في فرقنا خصوصاً غير المسلمين باتوا لا ينظرون لنا بإحترام كبير ولا إلى ديننا أو مجتمعنا، وربما أن الصورة الذهنية التي كانوا يحملونها عن المسلمين باتت مشوهة أكثر بعدما خالطونا أكثر، وتعرفوا على جزء من واقعنا الذي عكسناه بجملة تصرفات سلبية. الوفاء بالوعود لم يعد موجودا، الالتزام بالعقود تحوّل إلى حلم غير قابل للتحقق، وباتت عبارة "بكرة إن شاء الله" الأكثر كراهية في نفوسهم. البعض يمارس من دون دراية تشويه صورة الإسلام، ويسيىء إلى الوطن، ويجعلنا عبارة عن أناس لا يجيدون إلا الكذب والتسويف أو بمعنى آخر لا يحترمون الآخرين. أعتقد أننا أحوج ما نكون مسلمين بشكل عملي راق، أن تنطلق كل ممارستنا من وحي رباني يريد لنا العزة والسمو لكننا نفشل في ذلك، لأننا لم نصدق مع أنفسنا ولا مع الآخرين. جملة من الأحداث الرياضية المتعلقة بلاعب أو منتسب سابق للوسط الرياضي مرت بلا إحساس ولا مسؤولية أو أمانة على الرغم من حاجته القصوى لمد يد العون، وآخر القائمة قائد فريق الرياض فهد الحمدان الذي حرص البعض على الاستفادة من مرضه إعلامياً وتسويق أنفسهم من خلاله لأكثر من شهر ونصف من دون أن ينعكس ذلك على اللاعب عملياً قبل أن يتدخل رئيس نادي الرياض الأسبق وعضو شرفه الحالي ماجد الحكير أمس الأول ويتكفل فعلياً بتوفير تكاليف علاجه. "صندوق الوفاء الرياضي" ليس له من اسمه نصيب، والمبادرات الإجتماعية التي تسهم في التأثير على غير المسلمين في الأندية المحلية، ودعوتهم بالتي هي الأحسن شحيحة جداً إن لم تكن معدومة، فضلاً عن العناية باللاعبين المحليين في حال تعرضهم لمواقف تحتاج العون. أخيراً وسطنا الرياضي مقصر بكل ما فيه، وربما أن إعلامه بات الأقل مسؤولية خصوصاً وهو يمارس دوره التوعوي والاجتماعي المطلوب منه لكن ماذا عن الأندية التي تضع إذن من طين وأخرى من طين، والضحية قائمة طويلة لم تعد تردد سوى: "ما فيهم خير".