لا تزال عبارة “تحط نفسك في مواقف بايخة” للممثل الشهير عادل إمام في مسرحية “مدرسة المشاغبين” التي عُرضت للمرة الأولى في عام 1973 أي قبل 40 عاماً تتردد حتى الآن في استخدامات عدة خصوصاً لمن يضع نفسه في موقف يستحق النقد أو في مواقف تستعدي السخرية أو بمعنى آخر غارق في المحلية: “للي ما عنده دبره”. لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم بمختلف تخصصاتها ومسمياتها وفي أكثر من مناسبة تجد أنها أهل لهذه العبارة أعلاه، وتجعل موقفها أمام المشهد الرياضي مثيرا للشفقة وأحيانا أكثر للسخرية. لجنة الانضباط تحديداً حملت الراية من لجنة الاحتراف سابقاً وباتت “نجم شباك” في سينما مشاكل كرة القدم المحلية. قضية إيقاف حارس التعاون فهد الثنيان كانت بمثابة الصدمة خصوصاً في حيثيات العقوبة ومدتها قبل أن يأتي الإنصاف من قبل لجنة الاستئناف التي وصفت قرار لجنة الانضباط بالمعيب قانونياً، وتبطل قرار إيقافه، ولم يكد المشهد الرياضي يفيق من صدمة ظلم الثنيان والتعاون حتى صُدم بقرار عدم قبول احتجاج النصر على نجران بحجة التأخر في رفع الاحتجاج، وقانونياً خطوتها هذه صحيحة لكن فات على اللجنة الموقرة أن النصر لا يحتاج لكسب نقاط المواجهة رفع الاحتجاج إذ إن هذا دور لجنة الانضباط بناء على خطاب اللجنة الفنية القاضي بعدم أهلية مشاركة الثلاثي النجراني، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة سابقة. أفترض أن فريق النصر أشرك أمام نجران اللاعب حسين عبدالغني وهو يحمل 3 بطاقات صفراء، ولم يتم التنبه لذلك إلا بعد يومين من المواجهة، ما هو القرار في مثل هذه الحالة؟ القرار سيتم اعتبار نجران فائزاً ولو لم يحتج أو أنه قدم احتجاجه متأخراً. أكاد أجزم أن بعض اللجان تسهم في إضعاف ثقة الشارع الرياضي بالاتحاد الكروي بكامل لجانه ومنسوبيه في ظل قرارات فيها من التسرع أحياناً، وضعف صياغة القرارات بناء على مسوغات قانونية غير قابلة للتأويل، وكذلك في تجاهل حيثيات أخرى تخص لجان ذات علاقة، في تطبيق فعلي وواقعي لشعار: “أنا ومن بعدي الطوفان”. قلناها مراراً وتكراراً ضبابية القرارات، وعدم ثبات المواقف تجاه الحالات، والإستناد إلى حيثيات وترك أخرى جميعها تُفقد الثقة في وسط رياضي يشكو في الأصل من غياب الثقة، إذ لم يعد أحد يثق بأحد، والخاسر في النهاية رياضة وطن من حقها أن تسترد ريادتها. إجمالاً كل ما أخشاه أن يتعزز فقدان الأندية الرياضية ومسيريها بمسؤولي اللجان في اتحاد الكرة إلى الحد الذي يتم التعاقد مع مكتب “تعقيب” دولي مهمته إيصال مشاكلنا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لحلها في ظل غياب الثقة بقرارات الاتحاد المحلي، والتعامل غير العادل الذي يشكو منه البعض، ويستفيد منه آخر. نحن في أزمة ثقة فيما بيننا، ونحتاج إلى من يعيد لنا الثقة في بعضنا فقط فقط.