يبدو أن مدينة الرياض استبدلت رائحة الإسفلت التي تطغى عليها برائحة الورق –ولو مؤقتاً- خصوصاً أنها تستضيف حالياً معرض الرياض الدولي للكتاب. الأمر اللافت ومن خلال زيارة سريعة أن النسخة الحالية من المعرض تشهد تواجد عدة مؤلفات تعنى بالوسط الرياضي، ونجومه وأنديته محلياً ودولياً. خبير الاتحاد الدولي لكرة القدم وكبير مهاجمي القارة الآسيوية ماجد عبدالله يحضر في المعرض حضوراً يشابهه من خلال كتاب “ماجد عبدالله: قراءة وتأمل في أسطورة الكرة السعودية” للزميل طامي السميري. كما يحضر نادي الهلال بقوة من خلال كتاب “اذكريني كل ما فاز الهلال” للزميل فارس الروضان. برشلونة تواجد في المعرض من خلال كتاب (برشلونة..العملاق الكتالوني)، وكذلك غريمه التقليدي ريال مدريد في كتاب جاء بعنوان (الملكي)، كما حضر من الكرة الإنجليزية فريق الآرسنال من خلال كتاب (المدفعجية)، هذه الكتب الثلاثة جاءت ضمن إصدارات إحدى دور النشر الكويتية. ظاهرة كرة القدم أو الأسطورة الرقمية الأرجنتيني ليو ميسي تواجد في المعرض أيضاً كما يتواجد ذكره في كل ما يتعلق بكرة القدم، إذ جاء كتابه “القصة الحقيقية للفتى الذي أصبح أسطورة “ميسي”، للمؤلف لوكا كيولي، ليثبت أن اللاعب الذي لم يكمل عامه السادس والعشرين لديه قصة شغف وإلهام ونجاح من المهم روايتها للآخرين، ونشرها بكافة لغات العالم، ومنها العربية بكل تأكيد. أعتقد أنه من الجيد أن يشهد معرض الرياض للكتاب وغيره بعض الإصدارات الخاصة بالرياضة، والتي من الممكن أن تسهم ولو بشكل غير مباشر في إكساب الرياضيين صغار السن حب القراءة والاطلاع، ولو عن كتب تتحدث عن نجومهم المفضلين أو الفرق التي ينتمون إليها محلياً ودولياً. وربما أن الحدث الثقافي الكبير الذي تمر به العاصمة الرياض والمتمثل في معرض الكتاب يدفعني إلى التوقف عند شعار الأندية الذي لا يخلو من عبارة “ثقافي” من دون الشعور بوجوده واقعاً في عمل الأندية. أتساءل وأنا لا أنتظر إجابة: من هو النادي الذي فكر بشكل جدي في استثمار هذا الحدث وتسويق كتاب خاص عنه، يتضمن الحديث عن تاريخه وبطولاته وأبرز نجومه ومدربيه، وأهم نتائجه وذكرياته في قالب مميز مدعوم بصور نادرة ، وبيعها لأنصار النادي وغيرهم، باللغتين الإنجليزية والعربية على أن يتواجد نجوم الفريق السابقون والحاليون في ركن دار النشر لتسويقه، وكتابة الإهداءات لمن يقتنيه، على أن يخصص ريعه أو جزء منه للجمعيات الخيرية.. الحقيقية لا أحد للأسف جملة من الأحداث الاجتماعية والثقافية تمر مرور الكرام على مسيري الأندية وعلى مشرفيها الثقافيين الذي يكتفون بأداء أدوار محددة لا تسمن ولا تغنى من حضور فاعل، وتأثير مأمول. يقول أحد الأصدقاء: “من ركل الكرة بالتأكيد أنه ركل العلم والثقافة معها”، وأتمنى جاداً ألا تصدق هذه العبارة، على الرغم من أن جملة من الأحداث الرياضية للأسف تسهم في فضح ثقافة عدد من اللاعبين والإداريين لغة ً وسلوكاً وقدرة، على تصدير أنفسهم بشكل جيد لكافة المهتمين والمتابعين وحتى من يراقبون من بعيد، وتحديداً في الركن البعيد الهادي، وما أكثرهم حالياً.