هذا العنوان أعلاه كان لمقالة كتبها الزميل محمد العبدي قبل 8 سنوات تقريباً في “الجزيرة” تحدّث فيها عن إسهام الكحول في إنهاء مسيرة الكثير من النجوم المحليين، هذه المقالة أحدثت ضجة حينها على اعتبار أنها من المقالات النادرة جداً التي تتعرض لممارسة سلبية آخذة في الانتشار لدى اللاعبين وبشكل واضح وصريح ومن دون مواربة اعتاد عليها الإعلام قبل الجماهير. في الأسبوع المنصرم وعبر برنامج “في المرمى” على قناة “العربية” ذكر رئيس الهلال الأسبق الأمير عبدالله بن مساعد أن الحشيش والسهرات التي تمتد حتى عصر اليوم الثاني بما فيها من سلوكيات غارقة في السلبية هي التي أخفت الكثير من النجوم صغار السن غير القادرين على التعامل مع مرحلة النجومية، وتحسن الأحوال المادية، مطالباً بوجود شخصيات أو جهات لديها من الخبرة التي تسمح لها بتصحيح مفاهيم الكثير من اللاعبين مع هذه المتغيرات الخطيرة. الأكيد هو أن الأمر الذي باتت مناقشته الآن معتادة إعلامياً وجماهيرياً هو “الحشيش” و”الكحوليات” في وسط اللاعبين، وهي التي تكاد تقضي على مسيرة لاعبين للتو وضعوا أقدامهم على طريق النجومية قبل أن يسقطوا بعد أمتارها الأولى. فتشوا في الغياب المباشر عن أسماء لاعبين صغار السن لم يكد الجمهور يحفظ أسماءهم حتى سقطوا إما علناً أو سراً من المشهد الرياضي بسبب هذه السلوكيات، وفي المجمل خسارة جملة مواهب رياضتنا تحتاجها أكثر من أي وقت مضى. كل الظروف الحالية تدفعنا لإحداث جملة من القرارات التي تعيد التوازن لذهنية اللاعبين الذين احترفوا المفاوضات للحصول على مقدمات عقود لا يحصل عليها نظراؤهم في منطقة الشرق الأوسط بأكمله فيما عطاؤهم الفني لا يوازي ما يطالبون به. ولعل النظر إلى الأرقام التي يتحصل عليها مثلاً حسين شيعان وهو حارس إحتياطي في فريق الشباب والمقدرة بـ15 مليون ريال في عقد يمتد 5 سنوات، أو لاعب عديم الموهبة مثل محمد عيد الذي جدد مع فريقه النصر ب10 ملايين على مدى 4 سنوات، خلاف أسماء محلية أخرى يتقاضى الواحد منهم ما يعادل مليون يورو سنوياً تشير إلى المرحلة الخطرة التي وصلنا إليها. وإذا كانت الأسماء أعلاه وصلت هذه الأرقام وهي من تشكو تواضعاً فنياً، فماذا سيكون وضع غالب في النصر مستقبلاً، وياسر الشهراني في الهلال، وفهد المولد مع الاتحاد، ومازن بصاص في الأهلي، وعكاش في الاتفاق، وقائمة من الأسماء الموهوبة التي ستجبر على الدخول في النفق المظلم للمفاوضات وهي ترى من هم أقل يتحصلون على أرقام فلكية لا تتواكب مع المستويات المقدمة فضلاً على الإمكانات المتوفرة. الوسط الرياضي يعاني تضخماً حقيقياً بلغة أهل الاقتصاد، وترهلاً على كافة المستويات، وتوغل اللاعبين في مثل هذه السلوكيات السيئة أعلاه فرضها في المقام الأول مستوى التعليم لهؤلاء اللاعبين، وغياب التوجيه من الخبراء، وقبل ذلك كله وجود سيولة مالية كبيرة لم يكونوا يحلمون بها في يوم من الأيام. إجمالاً ما يحدث تجاوز مرحلة الكحوليات ووصل حالياً إلى مرحلة المخدرات والسهرات الخاصة التي لا تخلو مما سبق وأكثر، ولا نعلم عن الحلقة المقبلة من هذه السلوكيات التي تحرمنا كل يوم نجما في زمن أصبح الحصول فيه على نجم حقيقي أشبه بالغوص في بحر لا يهدأ بحثاً عن لؤلؤة.