ما إن أطلق حكم مواجهة المنتخب السعودي ونظيره الكويتي صافرته معلناً نهاية مشاركة “الأخضر” في كأس دورة الخليج الـ21 حتى بدأت فعلياً إدارة الأستاذ أحمد عيد للاتحاد السعودي لكرة القدم لأربعة أعوام مقبلة. الإدارة الجديدة تبدأ عملها وهي تواجه جملة ملفات عالقة من المهم حسمها قبل المضي قدماً ولعل في مقدمتها قيمة التسوية المالية للمدرب المقال الهولندي ريكارد وطاقم عمله التي على الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحملها أو مطالبة وزارة المالية استكمال ما بدأته من دون الاقتراب من ميزانية الاتحاد السعودي الكروي الضعيفة في الأصل، إضافة إلى حل جميع الإدارات التي تم تكوينها داخل إدارة المنتخبات والتي كلفت خزانة الاتحاد السعودي الكثير، ومن الجيد العودة عن الاستمرار في خطأ الاجتهادات الإدارية التي وضعتنا في “سكة التايهين”. خلاف جملة من المطالبات المالية التي تُغرق الإدارة الجديدة التي تبدأ عملها وهي خلو اليمين صفر الشمال، ومن الظلم تحمليها تبعات مالية سابقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبالتالي تعثر تطبيق الكثير من الأفكار التي ينوون تطبيقها. أعي جيداً أن الإدارة الجديدة فازت في أغلبية أصوات الناخبين وهي لديها جملة من الأفكار الجيدة التي تنوي تطبيقها مستقبلاً لكن من المهم بزعمي البدء في تعامل مختلف مع البطولات الودية التي تشهد مشاركة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، هذه البطولات التي لم تعد تضيف فنياً، وتتسبب في إرباك المسابقات المحلية، وتشهد اعتذارات مختلفة من قبل بعض الدول المشاركة، وبالتالي خسارة فنية دولية ومحلية، وبات الوقت مناسباً لأن يكون هناك قرار واضح تجاه التعامل معها، وفي مقدمتها دورة الخليج سواء للمنتخبات أو للأندية، وكذلك المسابقات العربية أيضاً للمنتخبات والأندية، وهي المسابقات التي كان من المقبول استمرارها في أوقات سابقة لكن حالياً فقدت تأثيرها وقوتها وإقناع الجماهير بمتابعتها فضلاً عن الفرق الكبيرة في المشاركة بها. ولعل دورة الخليج الماضية شاهد على الإسهام في إرباك الدوري المحلي وإيقافه فترة طويلة غير مبررة، وإن استمرت المشاركة في هذه الدورة بمواقيتها الحالية التي تأتي مطلع العام فمعناها المزيد من الإرباك وإضافة عبء إضافي لم نعد نحتاجه. ومن ينظر إلى تجربة الاتحادين الإماراتي والقطري الكرويين واعتذاراتهما المستمرة عن عدم المشاركة في بعض بطولات الأندية الخليجية أو العربية خلال الثلاثة أعوام الماضية يدرك وعيهما بعدم جدوى المشاركة، وأهمية الإلتفات إلى المسابقات المحلية التي تشكو من التوقفات الكثيرة، الدوري المحلي سيكمل في نهايته 8 توقفات، وهو عدد كبير لا يليق بدوري نردد دائماً أنه أفضل دوري عربي، وهو لا يملك مقومات هذه الأفضلية حالياً، وكل من نريده ونتمناه من الأستاذ أحمد عيد أن يعيد لدورينا هيبته أولاً، وبالتالي ستنتقل هذه الهيبة من دورينا إلى منتخباتنا وحينها سنلحظ جميعاً أن التصحيح بدأ يثمر، و”الأخضر” استعاد خضرته، والمدرج وجد ابتسامته بعد أن ظل الطريق إليها طويلاً، وبات من حقه أن يفرح فقط يفرح.