ربما أن البعض ينظر إلى الخصخصة على أنها طوق النجاة لواقع رياضتنا بشكل عام، وفي الحقيقة هي كذلك متى ما تم العمل عليها بالطريقة الصحيحة التي فيها استنساخ التجربة الرياضية المتقدمة وتحديداً في أوروبا في هذا المضمار. الخصخصة إن تمت ستشهد تغييراً في خارطة المنافسة في الرياضة السعودية، لأن الوصاية على بعض الأندية من قبل مجموعات معينة ستنتهي للأبد، وسيكون معيار نفوذك في ناديك هوعدد الأسهم التي تمتلكها، وبالتالي امتلاكك للقرار سيكون مدفوع الثمن، وهو ثمن غال بالتأكيد. الفترة الماضية أسهم الوضع الحالي في تصدير قيادات في إدارات الأندية أو في عضوية شرفها إلى درجة القدرة على صناعة القرار فيه من دون دفع مهر ذلك، وبالتالي أخذ نصيب كبير من الأضواء والحضور الإعلامي بشكل مجاني. أعتقد أن الخصخصة التي ستشهدها الرياضة السعودية قريباً جداً يجب أن تراعي القيمة السوقية للأندية، إضافة إلى التقييم العادل لسهم كل ناد، فضلاً عن النظر في الأصول على أن ملكيتها باتت للأندية، ولم تعد للرئاسة العامة لرعاية الشباب التي أخذت على مدى سنين طويلة عقود صيانة مبالغاً فيها جداً، إضافة إلى مخصصات الصندوق الرياضي التي تتواجد مع كل مناسبة رياضية رسمية أو ودية، وبالتالي ستتفرغ الأندية لصيانة مقراتها بطريقتها، وإلى تحصيل إيراداتها بدون شراكة مع الرئاسة العامة، أو يتم تحديد نصيب واضح ومعقول للرئاسة يتم جدولته كديون على النادي وعلى فترة طويلة وبدون فوائد. النقطة المهمة في الانتقال لمرحلة الخصخصة إن طريقة الصرف داخل الأندية بعد تحويلها إلى كيانات تجارية مستقلة بالكامل ستشهد رقابة مالية صارمة تمنع أي عبث بل وتحاسب عليه في ظل أنها حقوق مساهمين يبحثون عن الربح ولا مجال للعواطف في ذلك، وهي التجربة التي نحتاجها لإبعاد سياسة "حب الخشوم" التي أضاعت رياضتنا، وأوصلتنا إلى مرحلة بالغة في السوء، والنتائج شاهد علينا لا لنا. وعلى ذكر العواطف سيكون موضوع بيع نجوم فريق معين عملية سهلة ومتقبلة في حال تلقيهم لعروض مغرية تجلب الملايين لخزينة النادي، وبالتالي سيكون المعيار إلى جانب تحقيق البطولات، كم هي نسبة الأرباح السنوية، وقبل ذلك أسماء الأندية ربما تشهد إضافات أو تغييراً في ظل عقود الشراكات الإستراتيجية أسوة بتجارب عالمية. إجمالاً الخصخصة تحتاج بالتأكيد إلى سنوات عدة لتصل إلى مرحلة النضج، وهي المرحلة التي يجب أن نمر بها شئنا أم أبينا، لأن كرة القدم باتت صناعة لكننا لم نعي ذلك، وربما أننا نعرف ذلك، ولكن كسلنا وحرصنا على مكاسبنا الخاصة دفعنا إلى وضع العراقيل في طريق عجلة التطوير، وبالتالي تقدم الآخرون وبقينا حيث نقف نتغنى بتاريخنا، وهي الممارسة التي نجيدها بكل احترافية، لذا اللهم أكرم رياضتنا بالخصخصة عاجلاً غير آجل حتى نعاود المكانة التي كنا عليها بفكر جديد، وعمل محترف، ونتائج تقف معنا في مشروع العودة للريادة الآسيوية.. ونقول: "يا رب".