|


صالح الصالح
دوري (شين)
2012-11-06

عذراً على العنوان أعلاه لكن يبدو أن دوري المحترفين السعودي يستحق هذا المسمى في ظل عطاءات ليس لها نصيب من اسم دوريها. أكثر من ١٠ جولات مرت من عمر الدوري ولا تزال كرة القدم التي ينشدها المتابع الرياضي غير موجودة، وباتت مواجهات دوري "زين" عبارة عن ٩٠ دقيقة من العك والبدائية وغياب للمتعة الفنية فضلاً عن جمالية الأداء التي حرمنا منها، واستمر الحراك كما هو خارج المستطيل الأخضر أكثر من داخله، والضحية مشجع مغلوب على أمره. تخبط اللجان مستمر وهي التي فشلت في تنظيم دوري محترفين حقيقي، بداية من روزنامة أتت على كل أيام الأسبوع، لذا طبيعي أن يلعب أي فريق مواجهة دورية في بداية الأسبوع أو وسطه من دون أدنى مراعاة للحضور الجماهيري الذي بات يغيب عن المواجهات الهامة والجماهيرية فضلاً عن التي تقل عنها أهمية، لذا لم يعد عجيباً أن يكون عدد الموجودين على أرض الملعب من لاعبين وحكام ومدربين وإداريين يفوق عدد من يتواجد في المدرجات، والمصيبة أنها تنقل على الهواء مباشرة في تكريس للذائقة الفنية الضعيفة التي بتنا نتعايش معها بابتسامة كبيرة. شعار "الدوري أولاً" بات غير قابل للتطبيق في ظل حجم التوقفات التي لا توجد في أي دوري في العالم، كما أن الموافقة على استئناف مشاركة الفرق السعودية في كأس الخليج للأندية ربما سيرفع عدد الأندية السعودية المشاركة في المسابقات الخارجية ليصل إلى ٨ أندية في ممارسة غير مقبولة احترافياً ولا حتى مهنياً، ويزيد من حجم التوقفات التي تقتل الدوري واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وقبلهم جميعاً الجمهور الرياضي الذي تحول إلى الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي ونسي مواعيد مواجهات دوري "زين" أو بمعنى أكثر دقة لم يعد يبحث عنها لأنه لن يجدها بالتأكيد. الدوري الإسباني تحول خلال سنوات قليلة إلى دوري قوي ومتابع وناجح وهو ما انعكس إيجابياً على مستوى منتخبهم الوطني، وبالتالي حقق الإسبان كأس أوروبا مرتين للمنتخبات، وكذلك كأس العالم، خلاف بطولات دوري أبطال أوروبا وكأس الدوري الأوروبي والسوبر في تجسيد حقيقي لواقع الاهتمام بالدوري والسعي لضبطه، وتحويله إلى منتج عالي الجودة على مستوى العالم وهو ما تحقق. إجمالاً دوري المحترفين الذي يقوده هواة لن يتقدم خطوة واحدة، وحان الوقت إلى إعادة توهجه مجدداً بإدارة محترفة بشكل حقيقي لا يعيبها أن تستعين بالخبرات الأجنبية قبل أن نرى أن الجمهور الرياضي بات يشاهد الدوري الإماراتي والقطري على حساب الدوري المحلي وكل ذلك لأن دوريهم في أيام الإجازة الأسبوعية وفي ملاعب جيدة للجميع فضلاً عن نقل تلفزيوني متطور في جدولة تشعر الجميع بالعدل والمساواة ويبدو أن البعض لم يعد يشعر بها هنا.