كلما شاهدت عمل الإدارة النصراوية منذ تسلمها زمام الأمور قبل عامين تقريباً تذكرت حوار الممثل الكويتي الشهير عبدالرحمن العقل في مسرحية "انتخبوا أم علي" مع داود حسين الذي حرص على الدخول في انتخابات مجلس الأمة وهو صاحب اللهجة العربية المُكسّرة التي لا تخلو من مفردات فارسية، إذ لم يجد العقل وهو مدير الحملة في الانتخابات وهو يشاهد وضع عمه الصعب والذي لا يرشحه للدخول فضلاً عن الفوز في الانتخابات سوى ترديد جملة: "و يبي ينجح"، في إيحاء واضح لاستحالة فوزه. أجد أن هذه الجملة مطابقة تماماً للتعليق على عمل الإدارة النصراوية التي "تبي تفوز ببطولات" مع أن أقدامها لم تطأ حتى الآن على طريق الجادة وظلت تتخبط ـ كما هي عادتهاـ كان بإمكانها بزعمي وهي التي أوصلت الفريق الكروي إلى مرتبة متأخرة الموسم الماضي أن تعوض الفترة التي تلت نهاية التجربة السيئة بحالة استنفار كبيرة تهدف إلى غربلة النادي فنياً وشرفياً حتى على مستوى الثقافة التي ارتبطت بالنصر وهي ثقافة عدم الوضوح سواء في التعامل مع الإعلام أو الجماهير وكذلك في آلية المفاوضات في التعاقدات، حتى باتت الفرق أو الجماهير لا تثق بالوعود الصفراء أياً كانت. لن أكون متحاملاً على الإدارة النصراوية لكن عملها الحالي لا يجبر أحد على التصفيق له، أو الإشادة به إذا استعصى التقاء الراحتين. ويحق لي أن أتساءل: لماذا في النصر وحده تتأخر التعاقدات وتتراكم المرتبات، وتبقى قضايا معلقة مع مدربين ولاعبين محليين وأجانب، أليس في هذا النادي الخمسيني من هو قادر على قول "أنا لها" لكل مشكلة تعيق النصر عن العودة إلى وضعه الطبيعي. لن أقول أن النادي يفتقد إلى رجال، لكنه بالتأكيد يشكو من شح الغيورين القادرين على تسجيل أنفسهم "رجال مرحلة" عقب رحيل رجل كل المراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود. في النصر يوجد من يتشدقون بحب النصر دون الإيفاء بمتطلبات هذا الحب، الذي بالإمكان وصفه بأنه حب من طرف واحد، وأجزم أن حب من هذا النوع لا ينجح ولا يستمر، ولذلك بقي النصر متواريا بأيدي مُدّعي محبته والذين رضوا باستمرار تخلفه عن ركب المقدمة، وغضوا الطرف عن عشق ساكني مدرجاته الذين يختلفون عنهم كثيراً إذ أن المشجع النصراوي يفكر في ناديه أكثر من نفسه في حين يفكر العضو الشرفي أو المسؤول في نفسه أكثر من ناديه، أحد الجماهير النصراوية في اتصال إذاعي أجاب على سؤال المذيعة المتضمن: ماذا تفعل إذا تحصلت على ثروة كبيرة؟ قال: أرشح نفسي مباشرة لرئاسة النصر العالمي. أجزم أن هذا هو عشق المدرج الذي يغيب عن شرفيي النصر وبعض مسئوليه الذي لا يملك المتابع وهو يشاهد عملهم سوى ترديد "ويبون بطولة". "الحقيقة أن جميع الأسطر أعلاه نشرت في الزميلة "الرياضي" قبل خمسة أعوام بتارخ 8ـ8ـ1428 هـ، إبان رئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن لنادي النصر، وبالتالي تغيرت الإدارات، واستمرت الأخطاء، وظل الجمهور ينشد العودة لكن مسيروه أبقوه في "سكة التايهين".