يقول الرائع دائماً الزميل محمد بن سليمان الدويش في مقالة قبل 3 أعوام: "لست مع إدارة النصر ولست ضدها، فالنقد لا يحتمل مع أو ضد وإنما يدور حول الفعل والقول دون الشخص.. أرجوكم افهموا"..وأنا أردد معه هذه العبارة لجماليتها ومنطقها الراقي جداً لعلها تصل لآذان لا تريد أن تستمع أو تغض الطرف عمداً. أعترف أن الكتابة عن النصر أصبحت مملة جداً وشبيهة بمستويات ونتائج فريقه الكروي، وأقر أيضاً أنني أرفض فكرة السباحة مع التيار، إذ تعلمت أن السمك الميت هو فقط من يسبح مع التيار، ولذا الكتابة عن النصر بنوع من التفاؤل هو ما يريده مسيرو النادي، وهو محاولة شبيهة بالسباحة مع التيار، وهي التي لا أجيدها ولا أعرفها أبداً. قدر أنصار النصر المغلوب على أمرهم أنهم يعشقون ناديهم أكثر من جميع إداراتهم المتعاقبة بعد رحيل الرمز التاريخي الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، ويدعمون ناديهم بدرجة تفوق دعم أعضاء شرفهم الشحيح، بدليل أن هذا الجمهور نجح في زمن "الجفاف الأصفر" في وضع صورة ناديه في مكان قصيّ لا يصله أحد، حضوراً ومؤازرة وتفاعلاً، ونصرة لقضايا ناديهم، وجلب الكثير من الألقاب الخاصة للنادي وللاعبيه وإدارته، وفي المقابل لم يستطع مسيرو ولاعبو النادي رد ولو جزء بسيط مما يستحقه هؤلاء العشاق المخلصون، الذين يقابلون تفاؤلهم بالخذلان في كل مناسبة. في النصر المادة متوفرة منذ فترة نسبياً، والمساندة الجماهيرية حاضرة قبل أن تتضاءل، والتاريخ ينتصر له أيضاً، ويتمتع بقائمة نجوم فاخرة جداً على مدى مسيرة الكرة السعودية توصف بأنها الرقم الصعب بين كافة الأندية، لكن كل ذلك لا يسمن ولا يغني من تحقيق بطولات أو يدفع للمنافسة عليها. نادي النصر منذ وفاة رمزه التاريخي وهو عاجز عن التعاقد مع أجهزة فنية مميزة، ولاعبين أجانب على قدر كبير، حتى الأسماء المحلية التي يتم دعم الفريق بها منذ ذلك الحين فشلت في إثبات قدراتها لأن النصر أضاع طريق الاختيار الصحيح وتاه في "سكة التايهين"، وسلك درب "الزلق" عبر مجموعة من "النصراويين الجدد" عشاق "السمسرة" الذي ملأوا جيوبهم، وأخلوا قائمة الفريق من اللاعبين المميزين، وبالتالي منعوا خزانته من إضافة بطولات جديدة. أجزم أن نظرة بسيطة في واقع النصر "الكيان" تجد أنه نادي اللعبة الواحدة والميتة أيضاً، وهي كرة القدم فقط، أما الألعاب الجماعية فهي بلا موازنات ولا دعم من إدارات النادي المتعاقبة، وطبيعي أن تكون بلا منجزات أيضاً، ما دفع الكثير من أنصار النصر إلى صرف النظر عن متابعته أو الابتعاد عنه، وآخرين ظلوا يفرحون بأية نتيجة حتى ولو كانت ثلاث نقاط دورية كما حدث مع هجر البارحة – وأنا أفترض فوزه- لأن هذه الحروف كتبت قبل صافرة البداية. إجمالاً أعي تماماً حساسية النصراويين من النقد، وأدرك رفضهم لممارسة المكاشفة، وأعلم أن الانقسام حاصل لا محالة تجاه ما جاء أعلاه، لكن يسعدني أن لا أكون ضمن السمك الميت الذي يسبح مع التيار دائماً، لأني اخترت منذ البداية أن أكون حراً وصادقاً ومستقلاً، وهذا أقل حق من حقوقي.