أعتقد أن الوقت حان لكي يكون هناك مشروع كروي حقيقي لإعادة كرة القدم السعودية إلى ريادتها التي تستحقها، صحيح أن التحركات الأخيرة واعتماد مواجهات دولية ودية قوية خطوة في الطريق الصحيح نحو التصحيح، لكنها أشبه ما تكون بالخطوات المتقطعة التي تؤدي في النهاية إلى حلقة مفقودة. أفترض أن الاتحاد السعودي المكلف لديه القناعة الكاملة أو بمعنى آخر الرضا بالأمر الواقع باستمرار الجهاز الفني بقيادة الهولندي ريكارد حتى نهاية عقده في منتصف 2014 لذا من الجيد أن يكون هناك برنامج واقعي وعملي ومعلن يتشارك فيه الجميع من أجل إعادة الأخضر إلى "الواجهة"، ولعل طلب المشاركة في كوبا أمريكا في نسختها المقبلة أمر من شأنه أن يسهم في إكساب الجيل الحالي الشاب المزيد من الخبرة والاحتكاك نظراً لقوة الفرق المشاركة والتعود على الأجواء الخارجية وكذلك حتى تكون جودة الاستعداد للمشاركة في كأس الأمم الآسيوية 2015 في أستراليا على مستوى عال، وتكون بوابة العودة الكبرى للصدارة القارية التي فقدناها من عام 1996 في الإمارات وحتى الآن، وأضعنا طريق العودة من حينها، على الرغم من محاولة 2007 التي لم يكتب لها النجاح. وأعتقد أنها تجربة المشاركة في "كوبا أمريكا" سبقتنا بها الكثير من الدول التي استفادت كثيراً من تواجدها في هذه البطولة التي يسمح نظامها بالمشاركة مقابل مبلغ مادي، ولعل منتخبات أمريكا والمكسيك وكذلك اليابان من المنتخبات التي جاءت مشاركتها إيجابية، ومستوى الاستفادة منها على قدر كبير، وهو ما انعكس على مستقبل هذه المنتخبات منذ سنين وحتى الآن. وكأنني أرى أن المشاركة في النسخة المقبلة في كوبا أمريكا أو أية بطولة ودية أخرى من شأنها أن تسهم في إعداد الأخضر بشكل سليم في ظل قلة المشاركات حتى موعد كأس الأمم القارية. مع الأخذ في الاعتبار وجود خطوات أخرى تدعم مثل هذه التوجه الاحترافي مثل تسهيل تواجد اللاعبين الشباب المحليين في الملاعب الأوروبية حتى ولو كانت في دول صغيرة، المهم أن يكون لدينا محترفون قادرون على إيجاد الفارق الفني دولياً في مواسم مقبلة، خصوصاً أن الكثير من الأسماء التي طبقت التجربة في بعض دول المنطقة باتت تقطف ثمار هذا التوجه عن طريق تواجد هؤلاء اللاعبين مستقبلاً في أندية كبيرة، وفي مسابقات محلية قوية، وبالتالي انعكاسها إيجابياً على منتخبات بلادهم، وقائمة هذه الأسماء تطول. الاعتراف بالخلل سيكون أول طريق الإصلاح، شريطة عدم ترديد عبارة "الخصوصية" التي ضرتنا أكثر مما نفعتنا، وتحولت إلى شماعة لكل من يريد رمي أخطائه وتقصيره، خصوصاً أنها كرة قدم تلعب في كل مكان في العالم، لدينا عاداتنا وتقاليدنا والآخرون لديهم كذلك مثلما لدينا، لكن هم استطاعوا تجاوز ذلك ولم يتوقفوا، في حين أننا نصر أن نتوقف ونترك الآخرين يأخذون مكاننا ونحن ننظر عاجزين، لذا آن الأوان أن ننفض غبار الكسل، ونعمل من أجل وطن يستحق الكثير منا.