في شهر أبريل الماضي أجرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية حواراً مع اللاعب الإسباني الشهير تشافي.. هاجم فيه مدرب برشلونة الأسبق والمنتخب السعودي الحالي ريكارد، وهو التصريح الذي قال عنه الهولندي : “الاهتمام بالمهاجم ربيع سفياني أهم من الرد على حديث تشافي”. إلى هنا لم تنته المناوشات، فبعد شهرين من هذه الحادثة وتحديداً قبل انطلاق يورو ٢٠١٢ بأيام قليلة، صرح تشافي أن البطولة أقوى من كأس العالم لأنها لا تشهد مشاركة منتخبات ضعيفة مثل السعودية. هذا التصريح أغضب الكثير علناً سواء بعض المسؤولين أو الإعلام وكذلك الجماهير فيما أيده آخرون سراً أو حتى على استحياء. وأخيراً جاء الإعلان الرسمي عن مواجهة ودية دولية بين “الماتدور الإسباني” و”الأخضر السعودي”، ليفتح باباً واسعاً من التحديات من بعضنا، وضرورة الرد العملي على تصريحات تشافي، في تعاط لايخلو في جزء كبير منه كوميديا خالصة أو نظرة فيها من المطالبة بالثأر الحقيقي من التصاريح التي وصفها البعض بالمسيئة لكرة القدم السعودية من دون التوقف إلى طبيعة العلاقة المتوترة والمشحونة بين الإسباني تشافي والهولندي ريكادر، وهي الأساس الكلي لهذه المناوشات التي لا يقصد بها الكرة السعودية بشكل خاص وإنما لمدربه الذي لايزال تشافي ينظر له بحقدٍ كبير على اعتبار التهميش الذي عانى منه طوال 5 مواسم قاد فيها ريكادر الدفة الفنية في برشلونة. الأسطر أعلاها ربما تشرح طبيعة الخلاف بين ريكادر وتشافي، والكرة السعودية ليست طرفاً في هذا الصراع بينهما، ومن المضحك محاولة البعض تصويرها على أنها إساءة للأخضر السعودي أو أن تشافي يحاول التقليل من كرتنا باستمرار، متناسين أننا نمر حالياً بأسوأ مرحلة كروية في تاريخنا الخمسيني، خصوصاً ونحن نحتل حالياً المرتبة الأولى بعد المائة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الشهر الماضي. جملة من المعطيات الحالية بما فيها تصاريح تشافي، والترتيب الأخير في التصنيف الدولي، وكذلك تصريح أحد حراس المرمى في بطولة أوروبا الأخيرة وتقليله من كرتنا، وأخيراً الخروج من بطولة العرب التي استضفناها، جميعها تجبرنا على التوقف عن المكابرة، ورمي إخفاقاتنا على جهات أخرى لا علاقة لها بالعمل الإداري والفني ولجنة شؤون المنتخبات أو مسيري كرة القدم السعودية، لأن الخلل كبير وواضح لكن المكابرة ذبحت كرتنا في المنتخبات، وبات العمل بعيداً عن الملاعب وتحول إلى المكاتب والخاسر الوحيد هو الجمهور الرياضي الذي فقد الثقة، ويحتاج إلى عمل مضاعف لإعادة الثقة مجدداً، ولعل إقرار مواجهات ودية دولية قوية مع المنتخبين الإسباني والأرجنتيني وغيرها بداية للقناعة بضرورة الاحتكاك الذي يضيف الكثير لذهنية اللاعبين المحليين بدلاً من مواجهات ودية ضررها أكبر من نفعها. إجمالاً المحاولات الجارية لإصلاح ما يمكن إصلاحه مع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ربما تحتاج إلى مدرب من نوعية خاصة، نعم لدى الهولندي ريكادر تاريخه الخاص به لكن ربما أن هناك فجوة بينه وبين ذهنية اللاعبين تحتاج إلى مدرب آخر قادر على ردم هذه الفجوة بدلاً من تضييع الوقت على الجميع، والخاسر الوحيد نحن، ونحن شبعنا خسائر.