|


صالح الصالح
(استقامة كرة القدم) في الخطر
2012-06-24

وجه الرئيس التنفيذي لاتحاد اللاعبين المحترفين في انجلترا نيك كوزاك انتقاداً شديد اللهجة إلى إدارة نادي بورتسموث الإنجليزي على خلفية تأخر استلام اللاعبين مرتباتهم لثلاثة أشهر فقط، في حادثة شهيرة قبل عامين تقريباً، واتهمهم بتهديد استقامة اللعبة، وأتوقف شخصياً أمام العبارة الأخيرة “تهديد استقامة اللعبة”، إذ أجدها قمة في المسؤولية وبعد النظر والالتزام الجاد لدى المسؤول المفقود لدى الكثير من رؤساء الأندية محلياً، وبعض مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم وخصوصاً في لجانه. يقول كوزاك: “عندما ينزل فريقان أرض الملعب تجد 11 لاعباً من جهة يواجهون 11 لاعباً من جهة أخرى، وتتوقع أن يكون جميع اللاعبين الـ22 قد حصلوا بالفعل على رواتبهم”. وأضاف: “إذا لم يحصل 11 لاعباً من هؤلاء اللاعبين على رواتبهم فستبدأ في التشكيك في التزامهم مع ناديهم، وبالتالي في استقامة اللعبة.. وهذا الأمر بدوره يثير الشكوك حول استقامة مسابقة الدوري الإنجليزي”. أتساءل بحرقة: كم هي الأندية السعودية الملتزمة في الواقع بتسليم لاعبيها مرتباتهم الشهرية بانتظام؟ الإجابة لا يوجد مهما زعمت إدارة أي ناد بلا استثناء أنها تقوم بذلك، بعيداً عن مسيرات المرتبات التي يتم التوقيع عليها بتواريخ مختلفة لأجل إيهام رابطة دوري المحترفين أو لجنة الاحتراف أن المرتبات يتم تسليمها في وقتها. في الفرق الكبرى الاتحاد والنصر والهلال والأهلي والشباب والاتفاق طبيعي جداً أن تتأخر المرتبات لشهرين أحياناً أو أكثر، وفي بقية الأندية التأخر يمتد إلى 4 أشهر، لكن هناك سعي حقيقي لتغييب هذه المعلومات وعدم الحرص على ظهورها على السطح. فتشوا في قوائم إدارات الأندية لدينا محلياً، وكم منها تهدد استقامة اللعبة بالمفهوم المهني جداً الذي يراه الرئيس التنفيذي لاتحاد اللاعبين المحترفين في انجلترا الذي لو سمحت له الظروف بالإطلاع على واقع عمل الأندية المحلية لطلب تملك جناح خاص في مستشفى “شهار” الترفيهي في الطائف ليقضي فيه بقية حياته. في فترات سابقة تم الإعلان عن عدم السماح بتسجيل اللاعبين المحليين والأجانب لأي فريق في حال تأخر مرتبات لاعبيه لأكثر من 3 أشهر، ورغم ذلك القرار تأخرت مرتبات، وتم تسجيل لاعبين، وتم تجاهل القرار ممن أصدره، ولم تلتزم به إدارات الأندية، والضحية في كل الأحوال لاعب مسكين قدره أنه أصبح لاعب كرة قدم محترفاً، واختار وظيفة غير مسجلة في التأمينات الاجتماعية، وغير مدرجة في مصلحة التقاعد، ولاتمكن من اختارها من الحصول على قرض بنكي أسوة ببقية الوظائف الأخرى، إضافة إلى قائمة طويلة من المعوقات في السكن والتملك والإيجار وغيرها كثير. أعتقد أن من حق أي لاعب كرة قدم محترف أن يشعر بقيمة الوظيفة التي اختارها دون سواها، وأن يلحظ وجود تقدير حقيقي له ولوظيفته التي لا تزال تعاني تهميشاً رسمياً واجتماعياً يقف خلفه غياب الدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجهات أخرى لا تستوعب طبيعة الواقع، ويجب العمل من الآن، والتعامل بحزم في هذا المسألة قبل انطلاق الموسم الرياضي، ربما نحافظ على استقامة اللعبة. نصيحة لكل من يرغب في تقديم استقالته من عمله الرسمي عليك بالتفكير ألف مرة قبل أن تتحول محترفاً لأنها المهنة التي يخافها الكثير.. والكثير هنا قليل.