|


صالح الصالح
رياضي.. فضائي...قضائي
2011-04-10
أعتقد أنه بات من الجيد أن يتم تحويل شعارات الأندية الرياضية المحلية من العبارة المتعارف عليها منذ عقود وهي "رياضي..اجتماعي..ثقافي" إلى الشعار في العنوان أعلاه، يدعمني في هذه المطالبة مخرجات الموسم الكروي الحالي التي وصلت للفضاء والقضاء، وهو الموسم الذي يصنف على أنه أضعف المواسم خلال العقدين الأخيرين، وتحديداً في المستويات الفنية للفرق، وهو ما انعكس سلباً على المنتخب السعودي الأول الذي سجل سابقة في تاريخ مشاركاته في كأس آسيا بالخروج المذل من الدور الأول من دون تسجيل هدف، وبشباك استقبلت 7 أهداف في ثلاث مواجهات فقط، وأقساها من منتخبين كنا نستعين بهما للمواجهات الودية بشكل مستمر، قبل أن يكبرا ويتطورا فيما توقفنا نحن على تاريخنا الذي تنكر لحاضرنا.
تأملوا في واقع المنافسات المحلية لتشاهدوا غياب للمستويات الفنية المقنعة، ضعف في الأجهزة التدريبية، تواضع ملحوظ في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، -كل ما سبق حدث رغماً عن وجود موازنات مالية ضخمة- يضاف إليها أيضاً عدم بروز أسماء شابة جديدة محلية بكثرة، جميع الملاحظات السابقة كانت داخل أرض الملعب أما خارجه فشاهدنا ندرة في الحضور الجماهيري باستثناء مواجهات قليلة، كثرة القضايا في جميع لجان اتحاد الكرة بداية من التحكيم مروراً بالاحتراف وكذلك الفنية، إضافة إلى الانضباط وانضمت إليها هذا الموسم الاستئناف والقانونية.
لن أذهب بعيداً وسأتوقف أمام حالات كثيرة كان فيها الحراك خارج الملعب أكثر مما هو على "معشبه الأخضر" بداية من قائمة احتجاجات واستقالات وتصريحات واتهامات على الهواء مباشرة من دون أدنى مراعاة لنوعية جمهور شاب تتملكه الحماسة، وبات الإعلام الرياضي بكافة وسائله المرئية والمكتوبة وعلى الإنترنت أيضاً ينسى أو يتناسى عمداً أنه يسهم بقوة في تشكيل رأيه العام تجاه جملة من القضايا الرياضية، موفراً الفرصة لكل من تربطه علاقة صداقة أو ميول أن يقوم بهذا الدور عبر استضافته في البرامج أو تقديمها وكذلك السماح له بالكتابة.
في مشهدنا الكروي بات رؤساء الأندية يبحثون عن الفلاشات وكاميرات النقل التفزيوني وبدون أدنى حرج بحثاً عن "الأكشن"، وشعارهم "اضحك تطلع الصورة حلوة"، وبات المخرجون ومديرو القنوات يتناسون دورهم الحقيقي والمهني ويتجاهلون تحركات نجوم اللعبة، وأحداث المواجهات ليتابعوا تفاصيل حركة الرئيس وتصاريحه على الرغم من أنه لم يحقق لناديه المجد الذي يحسد عليه.
أخيراً أجزم أننا بحاجة إلى العمل المضاعف المقرون بالصمت لاستعادة الريادة بدلاً من الركون إلى إشادات وفود الاتحاد الدولي والقاري الذين يمارسون التغرير بنا من دون قصد، وهم يمتدحون عملنا الذي كتبنا نحن تقاريره، وقدمناها لهم، وهي تقارير خالية من دسم الحقيقية الكاملة لذلك لا خوف علينا من تخمة الإنجازات مستقبلاً.