|


عبد الملك المالكي
الهروب للأمام
2009-02-25
يقال وقع فلان في ( حَيْصَ بَيْصَ ) من أمره, وفي ذاك تأكيد على أمر (مدلهم) أحاط بصاحبه فغدا يقدم من أمره ما استأخر .. وفي اللغة  الحَيْصُ هو الحَيْدُ عن الشيء, ووقع القوم في حَيْصَ أَي في (ضِيق وشدّة).. أما (بَيْصَ( فمن باصَ إذا تقدم، قالت العرب: وجعَلْتم الأَرضَ عليه حَيْصَ بَيْصَ؛ أَي ضيَّقْتم الأَرضَ عليه حتى لا مَضْرَب له فيها ولا مُنْصَرَف للكَسْب..!
ـ وأقول إن الهارب للأمام هو ذات من ضاقت به الأرض بما رحُبت من هول ما أصابه فوقع في (حَيْصَ بَيْصَ) التي قالتها العرب وجاء القطري ابن همام بقرارها ومستقرها حين أسلم رأيه (لغيره) ووقع بمشورة (ساذج) حين أراد أن يرد على اللغة (الديمقراطية) الأكثر قبولاً في العالم المتحضر والتي أسمعها سلطان الرياضة للقاصي والداني بدعم السعودية الكامل للمنافس (العربي الخليجي) عن غرب القارة العجوز في مواجهة القطري ابن همام وهي الحالة التي وصفت عند المحايدين بالانتخابية (المدروسة) القائمة على أسس يعتمدها (فيفا) ويضمن شرعيتها اتحاد القارة.. إلا أن المتشدقين بحرية الرأي لم يعجبهم العجب فرأوا في تحركات (فبراير) مقدمات لمفاجآت رجب..!
ـ آسيا بهمها وهمومها و(همامها) يجب أن تفصل مطلقاً بين الاتحادين (المتضادين) نهجاً وغاية العربي والآسيوي. فالأول قام وأسس وأنشئ ورعي بسواعد الرجال في أرض الحرمين منذ العام 76م وعلى مبادئ (الوحدة العربية) والتي حُوربت مسابقاتها الكروية تحت ذريعة (العنصرية) إلا أن ذلك لم يخفت لها صوتاً أو يُسكن لها جارح .. ونحن  وحتى يومنا هذا نؤكد ونردد ونشدد سيبقى اتحاد العرب ويستمر ويتطور شاء (الهمام) أم لم يشأ..!
ـ أما الثاني وهو الاتحاد العجوز فالكل يجزم بأن أهدافه وأجندته بانت (بينونة كبرى) بعد هرطقة (الترشح) لرئاسة (الاتحادين) عبر (الممثل) الخليجي والذي نسي أو تناسى أو (ضُحك) عليه حين لم يعلم أن استمارة (الترشيح) العربية لم ولن تكتمل بهكذا تصرفات.. فكراسي (الهرم) العربي بعيدة عن أساليب (اقطع لي) الشهيرة في اتحاد كل من إيده .. إله ..!
ـ أخيرا نُقدر من يعمل للصالح الوطني والقومي والأممي في آن معاً ولكن لن نسمح بخلط الأوراق واعتماد (الإثارة) فقط لأن سياسة (الهروب للأمام) هي العربة التي أوقفت (الحصان) بل وأوقعت ابن همام في (حَيْصَ بَيْصَ) لا دخل للعرب واتحادهم (الوحدوي) ناقة لهم فيها ولا جمل..!
من أضاع العميد؟
أدرك أن في الاتحاد رجال يعتمد عليهم لانتشال الفريق الغريق في بحر (الانقياد) الذي جره إليه جراً تصرفات الدخلاء الذين علق عليهم الجمهور الطيب الآمال تلو الآمال دون أن يحصدوا من الجعجعة على دقيق أو غيره!
الاتحاد الذي يخسر البطولة تلو الأخرى لم يجد من ينصفه إلا القلة القليلة جدا من الصحفيين الذين همهم الأكبر الكيان، أما (السواد الأعظم) فهم كتبة بدرجة مطبلين يهزهم (كبيرهم) بعصا ويبقيهم بأخرى .. الاتحاد الذي سيخرج من المولد بلا حمص إذا ما استمر الصمت عن الأخطاء والتدخلات ينتظر وقفة الرجال الكبار وعلى رأسهم الأمير خالد بن فهد الذي بقي أمل (الإنقاذ) بعد الله معلقا بيديه .. فهل يعلنها صريحة ويطرد العابثين ويوقف استخدام الريموت كنترول .. هذا باختصار ما يأمله الاتحاديون الطيبون وهم كثر.