أثق تماماً أن الجيل الحالي لايعرف هذا الاسم وإن سمع أو قرأ عنه على استحياء فإنني أجزم تماما أن هذا الجيل لا يعرف (عبدلله الزير) كشخص وكتاريخ.
ومشكلة "عبدالله الزير" تكمن في ناحيتين:
ـ أنه لم يؤسس نادياً جماهيرياً وإعلامياً.
ـ وأنه ليس (Man Show) فهو يعمل بصمت وبعيدا عن الأضواء سواء في حياته العامة والخاصة أوالرياضية.
عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز الزير من مواليد الحريق 1344هـ /1925 أو1926م حفظ القرآن صغيرا وغادر بلدته الحريق طفلا إلى الرياض حيث أصبح أحد رواد الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى ومن مؤسسيها.
أسس عام 1373ـ1954م النادي الأهلي (الرياض حاليا) وهو ثاني ناد يتم تأسيسه في المنطقة الوسطى بعد الشباب مع نخبة من رجالات الرياضة آنذاك من أبرزهم أخواه عبدالرحمن وناصر وعبدالرحمن العليق وعبدالرحمن الموزان وعبدالمحسن الصالح وعبدالعزيز بن عسكر ومحمد الرويشد وعبدالعزيز الدوس ومبارك عبدالكريم وآخرون لاتحضرني أسماؤهم سآتي على ذكرهم في زاوية قادمة بإذن الله وجعل منزله مقرا له وكان يصرف من جيبه رغم شح الموارد آنذاك حيث كان موظفاً في المالية واشترى سيارة وانيت لنقل اللاعبين أو للطلعات البرية والتنقلات الخاصة لرفقاء الدرب.
في 1376هـ/1956م ونظرا لبعض الظروف تم عرض رئاسته على الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي اعتذر لإرتباطه مع نادي الشباب ثم على (أبوعبدالله الصائغ) ـ رحمه الله ـ الذي وافق على ذلك وقد تحدثت عن هذا يوم الجمعة الماضية ضمن حديثي عن (أبوعبدالله الصائغ) ـ رحمه الله ـ واستمر الزير داعما للنادي معنويا وماديا وعندما تم تشكيل أول مجلس إدارة رسمي للنادي بعد تسجيل الأندية رسميا برئاسة (أبوعبدالله الصائغ) دخل المجلس نائبا له ووصل الفريق بعدها بعام إلى نهائي كأس الملك كثاني فريق من الوسطى بعد الهلال وقدم للكرة السعودية نجوما لاتنساهم الذاكرة ثم امتد اهتمامه ـ أمد الله في عمره ـ إلى مسقط رأسه (الحريق) فأسس نادي الفرع عام 1395هـ ومازال داعما له.
أخذت الرياضة من وقت عبدالله الزير وجهده وماله الكثير خاصة في البدايات كما حال من عاصروه في ذلك الوقت وخاصة كرة القدم ورغم انشغاله بها واهتمامه إلا أنها لم تسرقه من واجباته الاجتماعية كرجل يؤمن بالقيم والأعراف فكان اجتماعيا نادرا ورجل خير واسع العطاء كريماً في خلقه ومبادئه وحياته يغيث الملهوف وينصر المظلوم ويتوجه للمحتاج.
منذ عام 1370هـ أي قبل 65 عاما وباب منزله مفتوح للأقارب والأصدقاء والمعارف وعابري السبيل بوجبات ثلاث خاصة العشاء وهي عادة درج عليها حتى عندما يكون في إجازة خاصة أو خارج المملكة فإن هذه العادة باقية مستمرة حيث يجتمع عدد من رجالات الأهلي والرياضيين ووجهاء المجتمع بصورة يومية.
ذات مرة كان في لندن في إجازة خاصة ونما إلى علمه أن باب منزله (الضيافة) مغلق اجتهادا من أقربهم إليه على اعتبار أنه مسافر فغضب عليه غضباً شديدا وأمر بفتح الباب في حله وترحاله ومنذ ذلك التاريخ لم يغلق ساعة واحدة.
عبدالله الزير
رائد من رواد الرياضة في المملكة وليس المنطقة الوسطى فحسب.
أسس أهلي الرياض وقدم من خلاله عددا من النجوم الذين خدموا الكرة السعودية وأسس الفرع وقدم خدمة لأبناء بلدته وشبابها
صرف من ماله وجهده يوم كان الريال عزيزاً
وواجه العديد في سبيل توصيل رسالته
عبدالله الزير
لم يحظ بأي تكريم ولا كلمة شكر.
والله من وراء القصد،،،