|


عبدالله الضويحي
بطولة الشركات والمؤسسات
2014-05-14

أمس الأول (الإثنين ليلة الثلاثاء) قضيت ليلة جميلة استعدت فيها عبق الماضي وذكريات عقود أربعة مضت بل وأكثر عادت بي الذكرى فيها للنصف الثاني من الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي (الستينيات الميلادية) عندما دخلت ملعب الصائغ بعد عقود من هجره بدعوة كريمة من الأخ عبدالرحمن الحمدان الحارس الدولي السابق ورئيس مجلس إدارة مجموعة قوة الأفكار لحضور يوم من أيام بطولة بيكو للشركات والمؤسسات في كرة القدم التي تنظمها المجموعة وتقام مبارياتها على ملعب الصائغ بالرياض.

سأترك الحديث عن ملعب الصائغ لوقت آخر لأنه حديث ذو شجون وهو ليس موضوعنا اليوم وقد أعادتني هذه البطولة أيضا سنوات عندما كانت هناك بطولة تقام للهيئات والمؤسسات تشارك فيها عدد من قطاعات الدولة والقطاع الخاص كالحرس الوطني والخطوط السعودية وغيرها وكانت تأخذ اهتماماً كبيرا على كل المستويات ولعل تبني (قوة الأفكار) لهذه البطولة بمثابة بعث لها من جديد وتطويرها.

هذا النوع من البطولات والدورات لايقل أهمية في نظري عن البطولات الرسمية إذا نظرنا إلى الهدف العام منها من حيث إنعكاسه على الفرد الممارس إذ إن هناك العديد من المواهب والعديد من الهواة قد لاتتيح لهم ظروفهم أو عوامل أخرى مزاولة هوايتهم عبرالأندية المحترفة لذلك تجد في دوريات الحواري والاستراحات أو بطولة الهيئات والمؤسسات الفرصة لمزاولة هذه الهواية بطابع تنافسي تبحث عنه كعامل مشجع وداعم لمزاولتها والإبداع فيها.

الرياضة لم تعد ترفاً أو قصراً على فئة دون أخرى أو ذات طابع تنافسي فقط بقدر ما أصبحت ضرورة تفرضها متطلبات العصر في ظل النمط الحياتي والمعيشي للمجتمع في عمومه وبالتالي يجب أن تكون جزءا من ثقافة الشخص خاصة لدينا في المملكة.



الأمر الآخر

الذي ربما لم يكن مقصودا من تنظيم مثل هذه البطولات بقدر ما يأتي نتاجاً طبيعياً لها أن هناك مواهب وقدرات قد تستفيد منها الأندية فيما لو تابعت هذه الدورات خاصة أندية دوري ركاء لوجود بعض عناصر غير سعودية قد تستفيد منها كلاعبين غير سعوديين وبالأخص من هم من مواليد المملكة.

البطولة ناجحة سواء من حيث التنظيم أو من حيث المستوى الفني للفرق وتواجد بعض النجوم الدوليين فيها والقائمون عليها أكفاء ومؤهلون ولعلي أقترح تعميمها مستقبلا بحيث يتم تنظيمها في مناطق المملكة المحتلفة ولايمنع أن تتم أدوار نهائية لتحديد بطل المملكة.

تحتاج هذه البطولة للمزيد من الجهد لتصل إلى أكبر قاعدة من الهيئات والمؤسسات للمشاركة فيها ودعمها لتتمكن من النجاح وتحقيق أهدافها فإلى جانب الفائدة التي تعود على الفرد الذي يمثل هذه القطاعات فإنها في الوقت ذاته تحقق للكيان مردودا كبيرا على صعيد التعريف به أو تسويق اسمه ومنتجه من خلال تسليط الأضواء عليه والحديث عنه.

ما ينقص هذه البطولة رغم أهميتها هو متابعتها والاهتمام بها فرغم أنها جاءت بعد نهاية الموسم إلا أنها لم تحظ بذلك الاهتمام الذي يتناسب وقيمتها خاصة من قبل القنوات الرياضية السعودية والعديد من الصحف.

ورغم أن من أهداف الرئاسة العامة لرعاية الشباب نشر الرياضة على كل المستويات ورغم موافقتها على البطولة ودعمها من حيث الملاعب وغيرها من الجوانب الأخرى إلا أنها لاتزال في حاجة للمزيد من الدعم والاهتمام من هذه الجهات وتبنيها تحت مظلتها خاصة اتحاد كرة القدم وهو الذي يسعى لنشر لعبة كرة القدم على أوسع نطاق وعلى محتلف المستويات ضمن أحد أهدافه وبرامجه.



والله من وراء القصد،،،