محمد سالم الراجح
ربما لا يعرف البعض خاصة جيل اليوم هذا الاسم، لكن جيلي والقريبين منه يعرفون من هو على الأقل اسماً وصفة، ولايوجد حائلي مهما كان موقعه لايعرفه حق المعرفة.
محمد الراجح نقطة مضيئة في تاريخ حائل وعلامة بارزة في رياضتها وإلى جانب ذلك له أثره في أوساطها الثقافية والاجتماعية والإعلامية.
عرفت (أباسالم) قبل 45 عاما أو أكثر بقليل عندما كنت طالبا في المراحل الإعدادية شغوفا بقراءة الصحف ومتابعة الرياضة كلاعب في فريق الجبلين كان أول لاعب يتم اختياره لمنتخب المنطقة من خارج المدن الكبرى وتحديدا من أندية الدرجة الثانية آنذاك ثم مدربا وطنيا ضمن أوائل الدفعات من المدربن الوطنيين الذين تلقوا دورات تدريبية في تونس في عهد الأمير خالد الفيصل وتعرفت عليه بعد دخولي الصحافة وأثناء إشرافي على الشؤون الرياضية في جريدة الرياض في النصف الثاني من السبعينيات الميلادية من القرن الماضي يمدنا ببعض المعلومات الصحفية والرياضية عن حائل كأول إعلامي رياضي من حائل حسب علمي، وكان صاحب أسلوب راق وقلم رشيق والوحيد مع الزميل حمود السلوة ممن مروا علي في الصحافة الرياضية لاتحتاج مواضيعهم للتعديل أو المراجعة لسلاسة الأسلوب وحسن الخط وسلامة اللغة قبل عصرالفاكس ناهيك عن الكمبيوتر.
كان أبرز لاعبي المنطقة ومن أفضلهم على مدى تاريخها ومن أبرز لاعبي المملكة في ذلك الوقت خلقاً وثقافة ومستوى.
لعب للجبلين وكان قائدا مميزا داخل الملعب وخارجه ودرب الفريق ثم رئيسا له وعاش معه أجمل أيامه ووقف معه في أصعب مراحله.
مثقف من طراز رفيع يأسرك حديثه كما يأسرك قلمه وخلقه كان يهاتفني كثيرا (والحق له) يسأل عن الحال والصحة والأولاد فيختصر في وقت تتمنى أن يستمر فهو لايريد أن يشغل الآخر أكثر من أن يطمئن عليه.
رجل مسؤولية اجتماعية من الدرجة الأولى وله بصماته الواضحة على العمل الخيري في منطقة حائل، أما الكرم وهو ما لمسته بنفسي فمن العيب أن نتحدث عن الكرم لدى أهل حائل.
عاد قبل أيام من الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال علاجه في المستشفى التخصصي ويحتاج للدعاء كما أخبرني صديق الجميع حمود السلوة، أسأله جلت قدرته في هذا اليوم المبارك وأرجو أن توافق ساعة استجابة أن يمن عليه بالشفاء شفاء لايغادر سقماً وكنت قد اتصلت به هناك ثم بعد عودته عدة مرات ولم يكن لي نصيب في الحديث معه لكنني أطمئن عليه من خلال الدكتورمحمد السيف رئيس نادي الجبلين الأسبق والزميل حمود السلوة.
محمد الراجح تاريخ حافل لاتكفيه هذه الأسطروصفحات ناصعة البياض لكننا نسيناه وغيره لأننا لانعترف وحتى الإعلام سوى بالأندية الكبيرة والنجوم الكبار وأندية المدن الكبرى ولاعبيها.
محمد الراجح قدم لرياضة حائل لاعبا ومدربا وحكما وإعلاميا وهي جزء من رياضة الوطن يفوق ماقدمه كثيرون ممن حظوا بالتكريم والتقدير والإعلام ولعلي أجدها فرصة ولجنة المسؤولية الاجتماعية في اتحاد القدم تنوي تكريم مجموعة من لاعبي أندية الرياض كما عملت مع لاعبي جدة ومكة أن تلتفت لهذا الرجل ضمن هذا التكريم وإن لم يكن من الرياض أوالمدن الكبيرة فهو يستحق ذلك.
أتمنى أن يحظى هذا الرجل بتكريم يليق بتاريخه وما قدمه لمنطقة حائل وللرياضة في المملكة يشعر من خلاله وغيره أن لا فرق فيما يقدمه ابن المدينة وابن النادي الكبير وأبناء المدن الصغرى وأنديتها، فكلهم أبناء للوطن وخدموا رياضة الوطن.
والله من وراء القصد،،،