أحياناً تتمنى وتسعى قدر الإمكان لربط حدثين أو مناسبتين في توقيت واحد لتحقيق غاية ما لكن الظروف تقف حائلة دون ذلك لأنها الأقوى.
وحدها الصدفة تفعل ذلك ويكون التوقيت هنا أبلغ من السعي إليه وتعمد توقيته وكلاهما مربوطة بمشيئة الله وإرادته.
والصدفة هذه المرة كانت كريمة معنا إلى أبعد الحدود لأن ما جمعته كان يستحق ذلك وأكثر.
هذا الأسبوع نحتفي بمناسبتين ونحتفي داخلهما ومن خلالهما بأكثر من حدث:
أولاهما:
ـ الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله.
والثانية:
ـ نهائي كأس الملك لهذا الموسم 2014
تأتي الأولى
في ظل تنامي منظومة التنمية وتعدد إنجازاتها سواء على صعيد البنى التحتية أو بناء الإنسان والاستثمار فيه وهو الأهم حيث تضاعف عدد الجامعات 3 أو4 مرات وتم بناء جامعة نسائية خاصة وأخذت الكوادرالسعودية مكانها وصار لها دورها الواضح والفعال في هذه المسيرة من خلال تحولها إلى رقم هام ومؤثر في القطاع الخاص وعندما أقول (الكوادرالسعودية) فهو لفظ عام وشامل لكل كفاءة سعودية رجلا أو امرأة وهي التي فرضت مكانتها وأصبحت لها قيمتها في المجتمع ولصوتها أثره في هذه المسيرة.
وفي مجال البنى التحتية كان التوسع في المشاريع التنموية بمختلف توجهاتها وقطاعاتها ولعل تحول المدن الكبرى إلى ورش عمل في مختلف المجالات خير دليل على ذلك تؤكده الأرقام المتنامية في ميزانية الدولة وتفاصيل هذه الأرقام.
وفي الثانية
وهي مناسبة الكأس يأتي ملعب الملك عبدالله الدولي "الجوهرة المشعة" شاهد عصر على مشاريع التنمية وتخصصها أو توجهها لقطاع الشباب والرياضة وهو الذي تؤمن الدولة بأهميته وتراهن عليه عمادا لمستقبلها وتصرف الكثير من ميزانيتها عليه.
بيعة وكأس وجوهرة
ثلاثي هل جمعته الصدفة؟
أم أنها النيات الطيبة لقائد المسيرة والوفاء له من هذا الشعب الطيب فشاءت إرادة إلهية أن تلتقي في مناسبة واحدة ثلاثية الأبعاد متعددة الأهداف لتختلط فيها المشاعر
مشاعر حب وولاء
مشاعر عرفان ووفاء
مشاعر فرح واحتفاء
تتغيرالقيادات
وتتبدل الأسماء
وتتنوع الأماكن
ويظل الحب الشعورالثابت الذي لايتغير
والولاء الشعارالدائم الذي لا يتبدل
والعطاء المعين الذي لاينضب
وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وهو يقدم هذه الهدية لأبنائه الرياضيين إنما يستشعر في داخله مدى حاجتهم لمثل هذه المنشأة وأهميتها لهم بل وللمملكة كواجهة حضارية لدولة رائدة في المجال الرياضي.
والدولة وهي تقف خلف هذا المشروع الحيوي وترصد له ميزانية ضخمة وتجهيزه في زمن قياسي إنما تؤكد حرصها على رفاهية الرياضي وحقه في التنمية متى ما أدركت هذه الحاجة وأدركت أهميتها على أرض الواقع.
وأرامكو كشركة عملاقة تلعب دورا هاما في اقتصاد المملكة وهي تنفذ هذا المشروع وفق أحدث المواصفات إنما تؤكد هي الأخرى أن التنمية في المملكة منظومة واحدة وأنها فرض كفاية ـ إن جازالتعبيرـ بين مكوناتها فالمصدر واحد وإن اختلف المنفذ وآلية التنفيذ والهدف في النهاية المواطن.
والأهلي والشباب وهما يتشرفان باللعب في افتتاح هذا الملعب والسلام على راعي الحفل بصفتهما الاعتبارية إنما يمثلان في الواقع 153 نادياً لعبت في هذه المسابقة وصادقت على هذا التمثيل في هذه المناسبة الكبرى.
منظومة عمل متكاملة تستدعي الشكروالثناء والدعاء بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار ويحفظ بلادنا وشبابنا من كل مكروه.
والله من وراء القصد،،،