وكانت هذه الرحلة في فبراير1976 وهي رحلتي الأولى خارج المملكة وجاءت بعد دخولي الصحافة ببضعة أشهر وأنا مازلت طالباً في منتصف الدراسة الجامعية ضمن وفد إعلامي رافق الأمير فيصل بن فهد في جولة شملت قطر والعراق ومصر وكانت فيما أعتقد أول جولة عربية لسموه بعد تحويل رعاية الشباب إلى رئاسة عامة وقد تحدثت في الزوايا الثلاث السابقة عن قصة أول جواز سفر لي والعلاقات بين الزملاء في الرحلة وروح النكتة والمقالب التي تمت واقتنائي العديد من الكتب والروايات من بغداد والقاهرة وحضورنا لمسرحية (شاهد ماشافش حاجة) لعادل إمام على المسرح لكنني أختم بالموضوع الأهم في هذه الرحلة والهدف منها.
في تلك الفترة كانت الرياضة العربية بصورة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص تغط في سبات عميق أو لنقل غائبة عن المشهد الرياضي بسبب التقلبات السياسية في المنطقة العربية في بداية النصف الثاني من القرن الماضي مما أدى إلى توقف النشاط الرياضي على مستوى التجمعات العربية حيث كانت هناك مسابقتان:
الأولى
دورة الألعاب الرياضية العربية التي انطلقت من مصر عام 1953 ثم توقفت عام 1965.
الثانية
كأس العرب لكرة القدم التي انطلقت عام 1963 في لبنان وأقيمت عامي 1964 و 1966 ثم توقفت.
كانت قطر تستعد لاستضافة دورة الخليج الرابعة بعد البحرين والسعودية والكويت فجاءت الزيارة مجاملة ودعما لقطر والوقوف على ما وصلت إليه من استعداد وتقديم الخبرات اللازمة لها كبلد مازال في طور النمو رياضياً وإداريا وزرنا ملعب خليفة الدولي الذي كان في مراحله الأخيرة وهو الذي شهد حفل الافتتاح كما أقيمت عليه جميع مباريات الدورة التي شارك فيها العراق لأول مرة.
أما بغداد والقاهرة فقد كانتا مركز ثقل للرياضة العربية آنذاك في مختلف الألعاب خاصة كرة القدم فكان لابد من التنسيق معهما وإعطائهما الأهمية في تلك المرحلة التي قدم فيها فيصل بن فهد المملكة كمركز ثقل مرشح ومؤهل لإعادة الحياة إلى الرياضة العربية وقيادتها من جديد وقدم نفسه من خلالها.
بعد تلك الرحلة ببضعة أشهر تم عقد الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم في سوريا وتقرر نقل الاتحاد من ليبيا حيث كان مقره منذ إنشائه إلى المملكة وانتخاب الأميرفيصل رئيسا له بالتزكية وتم اختيار عثمان السعد أميناً عاما وفي ذات العام دعت الرياض لتأسيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية (اتحاد اللجان الأولمبية العربية) وانتخاب الأمير فيصل رئيساً له بالتزكية وعثمان أيضا أميناً عاما.
على الصعيد الشخصي استفدت من تلك الرحلة كثيرا ومثلت لي نقلة كبرى وتحولا سواء على الصعيد المهني أوالثقافي والاجتماعي من خلال الاستفادة من خبرات الزملاء الأساتذة المرافقين أو الكتب التي اشتريتها أو الإختلاط بثقافات أخرى جديدة وعندما عدنا للرياض كتبت عن الرحلة في زاويتي بجريدة الرياض وكانت بداية الزاوية وعاد (فيصل بن فهد) من رحلة .. إلخ وأذكر أن الأستاذ علي شحاته (رحمه الله) حياً وميتاً وهو من مصر الشقيقة وصاحب خبرة طويلة في المجال الصحفي وكان له مركز قيادي في الجريدة أثنى على الزاوية وقال لي الرائع فيها (فيصل بن فهد) ووضعها بين قوسين بدون ألقاب لأنك هنا أعطيته قيمة فوق كل الألقاب وكانت دافعاً لي وإضافة في بدايتي الصحفية.
أما مرحلة عودة الرياضة العربية ودور فيصل بن فهد فتلك قصة أخرى تستحق أن تروى في زاوية خاصة.
والله من وراء القصد،،،