قلت في زاوية سابقة وأثناء حديثي عن الصعود والهبوط إن الحديث عن الهبوط ذو شجون وهو حديث لا ينتهي، بل إنه يتجدد مع نهاية كل موسم وتتحدد أطرافه وفقاً للفريق الهابط، حيث تبدأ المطالبة بزيادة فرق الدوري دون اعتبار لما يترتب على ذلك وكأنما أوحي إلي بأن اتحاد كرة القدم سيكون أحد مثيري الحديث. حول هذا الموضوع هذه المرة.
وبالرغم من تصريحات بعض مسؤولي الاتحاد وتأكيد رئيس لجنة المسابقات قبل فترة أن أجندة الموسم المقبل لا تحتمل أكثر من 14 فريق بناء على المشاركات السعودية الخارجية سواء على مستوى الأندية أو المنتخب إلا أن المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم أكد في تصريح مفاجئ إثرسؤاله من قبل أحد الزملاء على أن الاتحاد سيناقش زيادة فرق دوري جميل إلى 16 فريقاً متى ماطلب الاتفاق والنهضة البقاء وهما الهابطان لدوري ركاء كنوع من الإيحاء للناديين بالطلب وهو ما حصل وزادا بتنازلهما عن حقوقهم المالية وهو ما ناقشته في زاوية سابقة بل تساءلت من يخضع لمن؟ وهل الاتحاد يسير وفق رغبات الأندية خصوصا في أمور إستراتيجية كهذه أم أن هذا قرارالاتحاد؟ ثم جاء الاتحاد ليطلب من لجنة المسابقات إعداد جدولين للدوري أحدهما بـ 14 فريقاً والآخر بـ 16 في إشارة واضحة فهم البعض أنها رغبة في زيادة فرق دوري جميل.
شخصياً قرأت الطلب بصورة أخرى هي أن الاتحاد وهو يدرك صعوبة ذلك وربما استحالته يريد أن يكون قراره سواء بالزيادة أوغيرها نابعاً من (أصحاب الشأن) وهم لجنة المسابقات بحيث تتحمل المسؤولية ويجد لنفسه المبرر أمام الاتفاقيين بالرفض أو الآخرين بالموافقة والزيادة وهو ليس في حاجة لإثبات ذلك في الحالتين فالقرار قراره واللوائح واضحة والأمورالمترتبة عليه كذلك لكنه إجراء روتيني ونظامي في نظرالاتحاد.
واتحاد القدم الذي رفض زيادة فرق دوري جميل الموسم الماضي رغم أنه ـ أي الموسم ـ كان مرتاحاً وليس هناك مشاركات للمنتخب وأقرب للمنطق في تحمل الأجندة يضع نفسه في موقف حرج هذا الموسم فيما لو أقرها وأن المبرر ليس مطالبة الاتحاد الآسيوي التي أكد المتحدث الرسمي أنها غير ملزمة وإنما مراعاة لأندية معينة ولذلك لا ألوم الأستاذ حازم اللحياني رئيس نادي الوحدة عندما قال: إن لديهم الاستعداد ليس للتنازل فقط عن حقوقهم المادية وإنما للدفع أيضا مقابل الصعود لدوري جميل في إشارة لما تضمنته مطالبة الاتفاق والنهضة ببقائهم وعدم هبوطهم وتنازلهم عن حقوقهم المادية في بادرة غريبة وغير قانونية في نظري أو منطقية بل إنها كبيرة في حق الناديين وفي حق اتحاد القدم وإذا كان هذا سيتم فإن كل الأندية لديها الاستعداد أن تتنازل أو تدفع مقابل أن تصعد لدرجة أعلى أو تنجو من الهبوط لدرجة أدنى وكما قلت في زاوية سابقة إن قرارات من هذا النوع يجب أن تكون قبل بدء الموسم ليكون الجميع على علم بذلك وتضع برامجها على أساسه ولايكون للأندية عذر بعد ذلك، أما إقراره بعد نهايته لمعاجة أمر سابق فهو الخطأ بعينه كما أنني مع مبدأ الهبوط للهابط وأي زيادة يتم إقرارها لايستفيد منها الهابط لأن اللائحة واضحة وليس فيها ما ينص على ذلك أو يستثنيه.
أتساءل لماذا غاب الاتفاق والنهضة عن اجتماع دوري ركاء؟
هذا له حديث آخر ونكمل أيضا عن الهبوط غدا ولكن هذه المرة بلغة الأرقام وأرقام جديدة.
والله من وراء القصد،،،