|


عبدالله الضويحي
اهبطوا تصحوا
2014-04-17

مازال الحديث عن الهبوط قائماً

خاصة أن أحد طرفيه الاتفاق بل ربما كان هذا هو السبب الرئيس.

والحديث عن الهبوط ذو شجون

وقد تكرر بذات الطريقة عندما هبط القادسية والوحدة وقبلهم الشباب والرياض وهي من الأندية العريقة ولها تاريخ ومن المؤسسة للدوري لهذا وجدت من ينافح عنها ويطالب ببقائها لأنهم استغربوا هبوطها وهو ما لم تجده أندية أخرى تعرضت للهبوط لكنها هبطت والقانون يجب أن يأخذ مجراه واللوائح يجب أن تحترم.

وعالميا

هبطت أندية ذات تاريخ وعراقة وبطولات ولم يأتِ من يطالب بزيادة عدد فرق الدوري أو مراعاة مشاعرالفريق وتاريخه، بل إن هبوط فريق فرصة لتصحيح أوضاعه وإعادة بناء نفسه من جديد.

الهبوط يبعد الفريق عن الضغوط الإعلامية وصراعات الجبابرة وفوارق المستويات مما يعطيه الفرصة للعمل والتخطيط بهدوء وبالتالي فهي محطة (الفحص) الحقيقية لإمكانات الفريق وقدراته في العودة من جديد والصعود أو البقاء في الدرجة التي هبط إليها لأنها تتوافق مع إمكاناته وقدراته وربما تراجع وهبط لدرجة أدنى كما حصل مع كثيرين.

(الشباب) هو الفريق الوحيد في المملكة الذي استفاد من الهبوط وكان ذلك في ثاني موسم للدوري 1977ـ1978 وعاد في موسم 1979ـ1980 وهو أكثر قوة حيث لعب على نهائي كأس الملك وبعد عودته بـ 10 سنوات فاز بكأس الأمير فيصل ثم دوري كأس خادم الحرمين الشريفين بعد إقراره 3 مرات متتالية في إنجازغير مسبوق والبطولة الآسيوية والعربية وتواجد نجومه في كأس العالم للناشئين 1989 ومونديال 1994 وخليجي 1996 وأصبح من الفرق ذات المكانة العالية والحضورالدائم والفاعل.

لم يبك الشبابيون أويتباكون بل باركوا الهبوط لأنهم رأوا فيه فرصة لم تكن لتتحقق لو بقوا في الممتاز لبناء شباب جديد وهو ما تم بالفعل.

الهبوط ليس نهاية العالم ..

والهبوط ليس عيباً ..

الهبوط هو فرصة لمراجعة الذات وتصحيح المسار ولذلك يجب ألا يفرح الذين تشبثوا بالبقاء وتعلقوا بالقشة فقد تؤدي بهم إلى الغرق في موسم قادم ما لم يتعلموا فن العوم.

في أول موسم 1976ـ1977 هبط فريق الرياض حيث كانت اللائحة تنص على هبوط فريق واحد وصعود مثله وقرر اتحاد القدم زيادة عدد فرق الدوري إلى 10 بدلا من 8 فقام بتصعيد 3 هم البطل ووصيفيه (الاتفاق والنهضة وأحد) ولم يبق فريق الرياض وفي مواسم أخرى عند زيادتها إلى 12 ثم 14 كان الاتحاد يكتفي بتصعيد فريقين ويلغي الهبوط وهناك من يرى أن الصحيح ما تم مع الرياض لأن في ذلك تطبيق للائحة وبالتالي يفترض فيما لو تمت أي زيادة مستقبلية لفرق الدوري بعد دراسة الموضوع من كل جوانبه أن يهبط الهابطون تقديرا للفرق التي استطاعت البقاء وتفوقت على أولئك وحتى يعيد هؤلاء بناء أنفسهم من جديد.

على الاتفاقيين وعندما أخاطب الاتفاقيين دون غيرهم فلأنهم الأكثر حرصاً على البقاء والبحث عنه بل والتشبث به لأسباب لا مجال هنا للحديث عنها .. أقول على الاتفاقيين ألا يتعلقوا بالآمال ويركضوا وراء سراب البقاء فاتحاد القدم لن يقرالزيادة وفقاً لتصاريح مسؤوليه وبناء على أجندة الموسم المقبل التي لا تحتمل أكثر مما تحمله الآن ولأسباب أخرى ذكرتها في زاويتي أمس وبالتالي ينبغي لهم التعامل مع الواقع والبدء من الآن للتخطيط للموسم المقبل إذا أرادوا العودة لأنه موسم لا يرحم، فدوري ركاء صعب وطويل سلمه .. وهذا له حديث آخر.

والله من وراء القصد،،،