منذ أن بدأ الدوري العام قبل 38 موسما، وبمجرد أن ينتهي يتحرك المنتمون للفريق الهابط للدرجة الأولى والمتعاطفون معه إلى المطالبة بزيادة فرق الدوري الممتاز، ويبحثون عن مبررات ظاهرها مصلحة الدوري وباطنها حتى لايهبط فريقهم.
مثل هذه القرارات تحتاج إلى أسس ودراسة لاتبنى على العواطف وليست مجرد قراروانتهى، ولا أدري على أي أساس يطالب هؤلاء.
هذا الموسم هبط فريقا النهضة والاتفاق، وقبل أيام صرح عدنان المعيبد المتحدث الرسمي لاتحاد القدم أن النهضة والاتفاق لم يطلبا زيادة فرق الدوري إلى 16 فريقاً ومتى ما رفعا طلبا مشتركا بذلك فسوف تتم مناقشته، وقد تطرقت لتصريحه السبت الماضي متسائلا:
هل الاتحاد يخضع لرغبات الأندية؟ وهل المعني بالقرارالاتحاد أم الأندية؟
وما إذا كان تصريح المعيبد دعوة مبطنة للناديين؟ وفعلا رفع الناديان طلبا بذلك وأضافا أن لديهما الاستعداد للتنازل عن المستحقات المالية المترتبة عليه في بادرة غريبة وغيرمسبوقة ولا أدري ما المقصود بها؟ هل هي حقوق النقل التلفزيوني ودخل المباريات وغيرها؟ وهل هذا منطقي وقانوني؟ حقيقة (شرالبلية ما يضحك) لأنهما بهذا يمنان على اتحاد القدم وكأن المشكلة الوحيدة في زيادة الفرق هي الأعباء المالية في حين أن الزيادة ترفع مداخيل الاتحاد.
لا أحد يفكربعقلانية وبلغة الأرقام المهم أن يبقى فريقه أم أن يجني حصاد عمله ويتحمل الخطأ ويعيد بناء نفسه من جديد فهذا غيروارد.
أحترم النهضة والاتفاق وأتألم لهبوطهما وللكرة في المنطقة الشرقية والكل يعرف موقفي منهما ومنها، لكن القوانين والأنظمة يجب أن تحترم.
أضع هنا بعض المعلومات التي ستترتب على زيادة فرق دوري جميل إلى 16 فيما لوتمت وباختصار:
ــ يزيد عدد جولات الدوري 4 جولات.
عدد المباريات يصبح 240 مباراة بدلا من 182 أي بزيادة 58 مباراة.
ــ مدة الدوري ستصبح 7 أشهرأوأكثربقليل ودوري ركاء خيرمثال حيث انطلق نهاية أغسطس وانتهى 4 إبريل.
لدينا توقفات إجبارية كإجازة الصيف الرسمية للاعبين واستعداد الأندية للموسم الجديد والعشرالأواخرمن رمضان والعيدين ومسابقتي كأس الملك وولي العهد وأيام فيفا، هذه التوقفات كم يصل مجموعها؟ وحتى الآن لم أتحدث عن تصفيات كأس أمم آسيا وتصفيات كأس العالم وهي دائمة ومستمرة ومشاركات الأندية في بطولة الأندية الآسيوية وفي الموسم المقبل بالذات لدينا كأس الخليج في بدايته ونهائيات أمم آسيا وكل منهما يحتاج لتوقف واستعداد هذه فقط كم تحتاج؟
وفنيا وإداريا يحتاج هذه العدد إلى كوادرتحكيمية مؤهلة لإدارته ونحن الآن عاجزون عن إدارة 182 مباراة بنجاح ويحتاج لملاعب وبنى تحتية وإلى مصاريف مادية وتكلفة حتى على الأندية نفسها في معسكراتها وتنقلاتها .. إلخ.
لست ضد زيادة الفرق لكنني مع الواقع والنظام والزيادة تحتاج لقرارات جريئة وتضحية وربما إعادة النظرفي بعض المسابقات أوالبرامج، وإذا ما أراد اتحاد القدم اتخاذ قراركهذا فالمفروض أن لايتم في نهاية الموسم وبصورة مفاجئة، إذ يفترض أن يكون عمله احترافيا ومنظما ويؤكد أنه يسيروفق أجندة واضحة ومدروسة بحيث يحدد متى سيتم ذلك وفي أي موسم؟ أوعلى الأقل بعد كذا موسم وآلية الصعود والهبوط فيه إذا ماكان يلغى ذلك الموسم أم هناك طريقة أخرى بعيدا عن القرارات العاطفية والمفاجئة.
والله من وراء القصد.