بطولة في الذاكرة
برنامج (بطولة في الذاكرة) الذي يقدم من إذاعة u.f.m. من البرامج الوثائقية الجيدة والناجحة في نظري فهو يقدم المعلومة عن البطولات العالمية والقارية بشكل مختصر يجبرالمستمع على المتابعة والاستفادة.
عيب هذا البرنامج عدم تحريه دقة المعلومة في بعض حلقاته وقد أشرت لذلك أكثر من مرة تلميحاً دون ذكر لاسم البرنامج أو الإذاعة لكنني الآن وجدت نفسي مضطرا لذلك وليعذرني الإخوة الزملاء في الإذاعة لأن الهدف مصلحتهم ومصلحة المتلقي بتصحيح معلومة هامة وردت خطأ فيه.
إحدى الحلقات التي أذيعت ولازالت ويتم تكرارها بصورة شبه يومية أوعدة مرات في اليوم كفواصل بين البرامج تلك الخاصة بدورة الخليج الرابعة في قطر1976 حيث يرد فيها أن لائحة بطولة الخليج تم تعديلها بعد الدورة الثالثة التي أقيمت في الكويت بنظام المجموعتين بحيث تقام بطريقة الدوري بعد مشاركة العراق ويلعب الأول والثاني على المباراة النهائية وهذا غير صحيح ولا يتم في أي بطولة كانت.
والحقيقة أن التعديل تم بحيث يفوز بالبطولة من يجمع أكبر عدد من النقاط ـ كما في كل الدوريات ـ وفي حالة تساوي منتخبين في المركزالأول بنفس الرصيد من النقاط يتم اللجوء لمباراة فاصلة، أما إذا تساوى أكثر من فريقين فيقام بينهم بطولة مصغرة وهذا التعديل جاء حتى لا يتكرر ما حدث في البطولة الثانية التي أقيمت في الرياض عندما انسحبت البحرين أمام السعودية في آخر مباراة وفازت الكويت بفارق الأهداف.
في الدورة الرابعة تساوى الكويت والعراق في مجموع النقاط (10 نقاط) حيث تعادل العراق مع قطر والكويت مع الإمارات وتعادل الفريقان مع بعضهما 2ـ2 فيما فازوا في بقية المباريات وتم اللجوء إلى مباراة فاصلة وفازت الكويت 4ـ2 كما ورد في البرنامج وكما هو معروف.
أعرف أن هذه الحلقات قد تم تسجيلها منذ فترة مجتمعة بحيث يتم بثها كغيرها من برامج وثائقية لكن هذا لا يعفيها من تصحيح الخطأ أو مراجعة جميع الحلقات وغيرها من البرامج الأخرى الخاصة بالتوثيق وتقديم المعلومة فالإذاعة والصحافة ووسائل الإعلام الأخرى مصدر رسمي يعتمد عليه في التوثيق والحصول على المعلومة عنما يتم تقديمها منسوبة إليها وليس عبر أحد الضيوف أو الكتاب حيث يختلف الوضع وبرنامج كهذا يتم العودة إليه كمصدر خاصة عندما يتم تقديمه من إذاعة متخصصة ومتابعة على نطاق واسع.
ثقافة المعلومة
المعلومة لدينا صارت (سلعة) تباع وتشترى ويتم تداولها بأرخص الأسعار وتاريخنا الرياضي صار كذلك.
الكل أصبح يفتي ويقم المعلومة عن الأندية واللاعبين وعن التاريخ الرياضي دون الاستناد إلى حقائق ثابتة أومعلومات موثقة.
وإذا كان هناك من يأخذها بحسن النية لاستناده على مصادر يحسب أنها صادقة فإن هناك من يتعمد تشويه الحقيقة وطرح المعلومة الخاطئة بهدف الإثارة والتقليل من الآخر لغاية في نفسه ثم يأتي من يتلقاها ويسهم في نشرها لذات السبب أو لحسن النية باعتبارالثقة في المصدر لأنها تصدر من إعلامي أو وسيلة إعلامية فتصبح لديه حقيقة لا تقبل الجدل.
ما يجب أن ندركه أن التاريخ أمانة وأن المعلومة ليست عيباً في حق النادي أو غيره، بل إن المحافظة عليها هي محافظة على تاريخه.
في كل أنحاء العالم يؤمنون بذلك ويتفقون على تاريخهم وتوثيقه، أما نحن فلدينا أكثرمن تاريخ وأكثر من معلومة لأن ثقافتنا في هذا الجانب معدومة.
خاتمة
ليس شرطاً أن تكون رياضياً .. المهم أن تمارس الرياضة.
والله من وراء القصد،،،