لعل من أبرز إيجابيات مسابقة الكأس التي تشارك فيها جميع أندية المملكة أن يلتقي فريق من الدرجة الثانية أو الثالثة أو من مدينة بعيدة عن الأضواء على ملعبه مع أحد فرق دوري المحترفين.
البعض يرى في هذا نوعاً من السلبية باعتبارها محسومة سلفاً ولا تفيد الفريقين لفارق الخبرة وهؤلاء هم الذين ينظرون للنصف الفارغ من الكوب فلماذا لا ننظرللنصف المملوء؟
هذا النوع من اللقاءات يتجاوز الإحتكاك بالفرق الكبيرة أوحسم النتيجة إلى انعكاسه على النادي ذي الدرجة الأدنى وعلى مدينته بمعنى تجاوزالإطار الرياضي إلى مردود اجتماعي واقتصادي.
عندما صعد العروبة من الجوف إلى دوري المحترفين انعكس ذلك اقتصاديا على المنطقة وهو ما أشرت إليه في هذه الزاوية وأكدته الأيام فارتفعت نسبة تشغيل الفنادق والشقق المفروشة ومداخيل المطاعم والمحلات الأخرى سواء بسبب حضور أندية المحترفين أو جماهيرها أو التي تأتي من المدن والقرى القريبة لمشاهدة نجومها والحال كذلك مع الفتح من الأحساء.
الفتح والعروبة حالة مستمرة لكننا هنا نتحدث عن حالات مؤقتة أومباريات عابرة.
الهلال وهو يلاعب الزلفي في كأس الملك لم يكن أول فريق يلعب مع ناد من الدرجة الثانية أوالثالثة على ملعبه ولم تكن أول مباراة للهلال بهذه النوعية وإذا كانت مثل هذه المباريات تجعل مواطنين يتعرفون على مناطق جديدة من وطننا الغالي وحتى الأجانب المرافقين لها لم تكن واردة في أذهانهم فإن السؤال المهم:
كم هي الأندية أوالمدن التي استطاعت أن تستثمر مثل هذه المباريات لمصلحتها؟
هي الزلفي فقط ورجال الزلفي.
عندما تأهل الزلفي لملاقاة الهلال تحولت الزلفي لخلية نحل وذابت الفروقات والميول بين أبنائها لأن الجميع شعر أن الهلال سيقابل (الزلفي) المدينة أوالمحافظة وليس الفريق وأن الهلال يزورها ضيفا لا منافسا فهم يدركون النتيجة سلفا لكنهم يريدون استثمار مثل هذه الفرصة خاصة أنها أمام ناد كبير وليس أي ناد.
لايمكن لأحد أن يتصور الإصلاحات والأعمال التي تمت في الملعب ورفع طاقته الاستيعابية وترقيم المقاعد وتنظيم الدخول والخروج واللوحات الإعلانية وطريقة عرضها، إن هذا نتاج عمل لا يتجاوز الأسبوعين.
من شاهد المباراة منقولة أو حضرها يشعر أن ما أمامه نتاج خبرات متراكمة من تنظيم المباريات وإدارة المنشآت واستطاع (الزلفي) كفريق أن يقدم نفسه بشكل مشرف أداء وتنظيما ويؤكد جدارته بما وصل إليه وأثق أن العيون بدأت تراقب لاعبيه.
والله من وراء القصد،،،