|


عبدالله الضويحي
سامي والعنزي والثقافة الرياضية
2014-03-04

قلت في أكثر من مناسبة عبر محاضرات أو مقالات صحفية وسأظل أقولها (من الميول تخلق الثقافة الرياضية) والميول هي طبيعة النفس البشرية تجاه من تحب أو من ترتاح له وتتضح أكثر في الوضع الرياضي باتجاه ناد معين أو غيره مما يجعل هذه الثقافة نتاجا طبيعيا للميول، فعندما يصدر قرار لصالح أو ضد ناد معين سواء تعلق بالأنظمة أواللوائح أو بقانون كرة القدم داخل الملعب يبحث صاحب الميول في هذه اللوائح والقوانين أو عند من يفهم فيها ويتعرف عليها لتعزيزهذه القرارات أو تفنيدها ومن هنا تنشأ لديه هذه الثقافة.

وقبل يومين أشار هنا الزميل سالم عطا الله في زاويته اليومية إلى سامي الجابر وكيف أسهم في تثقيف مجموعة من المنتمين إلى الوسط الرياضي سواء من كانوا معه أو ضده عبر بحثهم في أنظمة (فيفا) ولوائح الاتحاد الآسيوي ماذا يعني المدير الفني ومدير الفريق وشهادة التدريب خاصة من كانوا يبحثون عبثاً عما يعززموقفهم تجاه سامي وإبعاده عن تدريب أو مرافقة فريقه الهلال في بطولة الأندية الآسيوية.

والحال تكرر مع حارس مرمى النصرعبدالله العنزي بعد إبعاده من المنتخب لتأخره في الانضمام إلى المعسكر بحجة تواجده خارج المملكة وكيف بحث البعض في اللوائح وحالات سابقة مشابهة والدعوة لإيقافه أو شطبه فيما بحث كثيرون في لوائح (فيفا) ومتى يحق للمدرب أن يستدعي اللاعب للمنتخب ومتى لايحق وتم الخلط بين اللجان وصلاحياتها وبين الوطنية وغيرها وبين البطولات الرسمية وغيرالرسمية لكنها في النهاية أدت إلى تثقيف هؤلاء سواء كانوا صادقين في طرحهم أو حاولوا الإلتفاف عليه.

عبدالله العنزي الذي أشغل الجميع بعدم ضمه للمنتخب في فترات سابقة مما جعل البعض يشير إلى تقارير سرية سابقة من إدارة المنتخب وتم نفيها هو نفسه أشغل الجميع بعد ضمه عندما تأخر عن الانضمام إلى المعسكر كان بإمكانه بتصرف سهل لايغيب عن فطنة الإنسان العادي أن يضع الكرة في ملعب الجميع ويحرجهم بما فيهم إدارة المنتخب فقد كان في إجازة قصيرة في لندن وعندما تم إعلان التشكيلة كان بإمكانه أن يرسل (إي ميل) ويحتفظ بنسخة منه إلى إدارة المنتخب يشكرهم على ثقتهم فيه ويشرح ظروف سفره ويحدد موعد عودته أو مساعدته في البحث عن حجز تلبية لنداء الوطن بعيدا عن لوائح (فيفا) وأنظمتها لكنه لم يفعل ولم يأت من يشر عليه بذلك بل لم يرد حتى على اتصالات المنتخب حسب تصريح مسؤول فيه وخرج ببعض التغريدات والصورفي تويترمما جعل البعض يذهب بعيدا في التأويل ويأخذ عدم الانضمام إلى منحى آخر لتعود مشكلته مع المنتخب إلى الواجهة من جديد بعد أن كانت في طريقها للطي.

وللأسف الشديد أننا أمام موقفين:

أحدهما:

غموض في الموقف الرسمي المسؤول وعدم شفافية ووضوح فكل شيء نرميه على المدرب والناحية الفنية وهذا الأمر لم يعد مقبولا في عالم اليوم دون أن نوضح الأسباب ونقطع الشك باليقين وأنا هنا لا أعني العنزي بعينه وإنما أي لاعب كما أنني لأطالب بكل التفاصيل فبعضها يجب عدم البوح به ولكن على الأقل التوضيح إذا ما كانت أسباباً إدارية أوتتعلق بالانضباط وعدمه.

والثاني:

إعلام ومنتمين للأندية تتحكم فيهم الميول والعواطف فإذا كان الأمر في صالحنا نسينا اللوائح وبدأنا العزف على الوطنية وإذا كان غير ذلك طالبنا باحترام الأنظمة وتطبيق اللوائح وأن لاعلاقة لذلك بالوطنية.

وفي النهاية تظل الحقيقة غائبة وتغيب معها أشياء وأشياء.

والله من وراء القصد،،،