|


عبدالله الضويحي
جائزة فيصل وتطويرالرياضة
2014-03-03

قبل أيام رعى الأميرنواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس مجلس الأمناء لجائزة الأميرفيصل بن فهدالدولية لبحوث تطويرالرياضة العربية حفل الجائزة وتتويج الفائزين بها لهذه الدورة 2013 الذي أقيم في مدينة مراكش المغربية.

ولعل من حسن الطالع أن يتوافق الحفل مع اجتماع وزراء الشباب والرياضة العرب مما أعطى للجائزة بعدا ووهجا آخربهذا الحضورالعالي المستوى، وبهذه الكثافة التي تحدث ربما للمرة الأولى إلى جانب عدد من الضيوف المميزين والمهتمين من العالم العربي وخارجه.

والجائزة وهي تتخطى دورتها السابعة بنجاح أصبحت هدفا للباحثين لما تقدمه للفائزبها من مكانة علمية مرموقة تضاف إلى سيرته الذاتية وسجله البحثي الأكاديمي بعيدا عن قيمتها المادية نظرا لنوعية المواضيع التي تتناولها ومستوى لجانها التحكيمية بماينعكس على نوعية البحوث والدراسات المقدمة والمرشحة لها، وهوأحد الأهداف الرئيسة التي وضعها الأميرفيصل بن فهد رحمه الله عندما أطلق فكرة الجائزة قبل 30 عاما.

والأميرفيصل بما يملكه من ثقافة واسعة وخبرة ومن منطلق مسؤوليته تجاه الشباب العربي كان يؤمن بأهمية الدراسات العلمية المتخصصة ولهذا حرص على إدخال التربية البدنية والرياضية ضمن منظومة البحث العلمي لربط مستقبل هذه الأمة بمنهج البحث العلمي عبرشبابها من خلال هذه الجائزة التي تهدف ضمن أحد توجهاتها إلى دعم وتشجيع الباحثين من علماء ومتخصصين على الإبداع الخلاق والابتكارمن خلال الدراسات والبحوث العلمية في التربية البدنية وعلوم الرياضة عبرحقول المعرفة الواسعة والمتعددة في هذا المجال بهدف الإسهام في رفع مستوى الحركة الرياضية في العالم العربي والنهوض بها إلى المستوى العالمي، وزاد من أهميتها ونجاحها أنها لم تقتصرعلى الباحثين العرب بقدر ما امتد توجهها إلى المتخصصين الأجانب للاستفادة من خبراتهم ولإعطاء الجائزة أبعادا أخرى.

هذا العام فازالأستاذ الدكتورأحمد الفاضل من جامعة الملك سعود مع فريق علمي مكون من 7 أساتذة أكاديميين من داخل المملكة وخارجها بالجائزة في محورها الثاني (المعوقات التي تحول دون وصول الرياضة العربية إلى العالمية وسبل تطويرها). والدكتورالفاضل أكاديمي متخصص وله العديد من البحوث والدراسات في هذا المجال، وحضوره الفاعل في الندوات المتخصصة وقد كان لي الشرف أن جمعتني به أكثرمن ندوة لمست فيه دقة الدارس وأمانة الباحث.

ويأتي حجب الجائزة في محورها الأول (دورالعوامل الوراثية والخصائص البيولوجية في إعداد رياضيي النخبة) لعدم ارتقاء البحوث المقدمة إلى المستوى العلمي المنشود تأكيدا على قيمة الجائزة العلمية وأمانتها وحرصها على أن تكون البحوث على مستوى عال من حيث المادة العلمية وتوافقها مع تطلعات الجائزة.

لقد وضع الأميرفيصل رحمه الله هذه الجائزة بنية صادقة للارتقاء بمستوى الرياضة العربية، ونرجو أن تكون في ميزان أعماله. وتولى الأميرنواف الأمانة من بعده في متابعتها والاهتمام بها أعانه الله على ذلك، وتبقى الاستفادة من هذه البحوث ومتابعتها ميدانيا مطلباً أساسياً لتحقق الجائزة أهدافها وماوضعت من أجله.

إن المشكلة التي نعاني منها عربيا كثرة البحوث والدراسات لكنها تظل حبيسة الأدراج دون أن نستفيد منها على صعيد التنمية أوفيما تتوصل إليه من نتائج، ولعل وجود شخصية مثل الأستاذ محمد القرناس في أمانة هذه الجائزة حري بتحقيق ذلك ومواصلة نجاحها الذي أرسى قواعده ووضع أسسه أمينها السابق الأستاذ عثمان السعد.

والله من وراء القصد.