في زوايا سابقة تحدثت عن فترة النصف الثاني من الستينيات الميلادية التي تولى فيها الأمير خالد الفيصل رعاية الشباب عندما كانت تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وشهدت تحولات كبرى في التنظيمات الإدارية والبنية التحتية حيث تم إنشاء 3 ملاعب رياضية في جدة والرياض والدمام، كما شهدت الانفتاح الكروي خارجياً بفكرة دورة الخليج ورحلة المنتخب إلى باكستان (تحدثت عنها في زاوية سابقة) وبمباريات ودية دولية وعدت أن تكون محور حديثي إلا أن مباراة النصر والهلال الجمعة الماضية قطعت الحديث حيث تم تخصيص الزاوية لها وتأريخها.
في تلك الفترة لعب المنتخب مع منتخبات خارجية كالأردن وتركيا وتونس وهي من المنتخبات المتقدمة كروياً آنذاك بهدف الاحتكاك ورفع المستوى وزيادة الثقافة الكروية لدى الجماهير بدعوة هذه المنتخبات بدلا من السفرإليها على أن زيارة المنتخب التونسي في نهاية 1967 تعتبر الأبرز حيث لعب 4 لقاءات:
ـ مع منتخب المنطقة الغربية وانتهت بفوزالأشقاء5ـ2
ـ مع منتخب الشرقية وانتهت بفوزالأشقاء3ـ1
ـ مع منتخب الوسطى وانتهت بفوز منتخب الوسطى1ـ0.
ـ مع منتخبنا الوطني في ملعب الصايغ بالرياض وانتهت لصالحنا 4ـ0
منتخب الوسطى
أدار المباراة عبدالرحمن الموزان واحتسب ضربة جزاء في الدقيقة 10على المدافع التونسي خليل سجل منها مبارك الناصرالهدف الوحيد واعترض خليل عليها وتهجم على الموزان قائلا (أنت مش حكم أنت جيفة)
فأخرج له البطاقة الحمراء ورفض الخروج وحصلت مناوشات بين الفريقين ووصلت للموزان ورفض المنتخب التونسي إكمال المباراة.
كان اللقاء على شرف وزيرالرياضة التونسي والأمير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب آنذاك الذي أرسل عبدالرحمن العليق لاستجلاء الأمر وأصر الموزان على طرد اللاعب ونزل الوزير التونسي وأقنع الفريق بالعودة وإكمال المباراة.
وفي حفل العشاء الذي أقيم ليلا في فندق صحارى (مقابل مطارالرياض القديم) لم يكن اللاعبون التونسيون يعلمون بوجود الموزان حيث جرى حديث عنه وقال أحدهم:
ـ لو هذا الحكم عندنا في تونس ما يحكم للبساس فرد سلطان مناحي بسرعة بديهته المعروفة:
ـ ياخوي إنتم البساس جايين تمخشون ما جيتوا تلعبون، فضحك الجميع وانقلبت السهرة إلى ضحك وروح أخوية بين الفريقين
أما المنتخب
فقد فاز 4ـ0 منها 3 في الشوط الأول سجلها سعيد غراب ومرشد العتيبي وعثمان بخيت (ضربة جزاء) وأضاف مبارك الناصرالهدف الرابع في الشوط الثاني.
أدار المباراة عبدالله كعكي وساعده عبدالرحمن الدهام وعبدالرحمن الموزان ومثل المنتخب كل من:
ـ من الهلال سلطان مناحي (الكابتن) وفايد الشيباني ومرشد العتيبي ومن النصر سعد الجوهروعثمان بخيت وأحمد الدنيني ومن الاتحاد الغراب والنور ومن الاتفاق عبدالله يحيا ومن أهلي الرياض (الرياض حاليا) ناصر بن سيف ومبارك الناصرالذي نزل بديلا لمرشد.
بعد المباراة زارهم الأمير خالد الفيصل في المعسكر وقال لهم:
اطلبوا فقال مبارك الناصر:
نسلم على الملك فيصل، وكان لهم ذلك وقدم لهم ساعات ثمينة كما رواها لصحيفة الجزيرة مبارك نفسه على أن البعض قالوا له مازحين:
حنا قد سلمنا على الملك ليش ما طلبت شي ثاني (إشارة إلى أنهم سبق لهم اللعب على النهائي أمامه عكس مبارك)
وكلمة حق:
بالرغم من قصرالمدة التي قضاها خالد الفيصل في رعاية الشباب فقد شهدت نقلة كبرى سواء على صعيد الفكر أوالتنظيم أو البنى التحتية.
(خالد) يستحق التقدير والتكريم بما يتجاوزالاحتفاء أو درعا تذكاريا أقلها منشأة رياضية تحمل اسمه وللحديث عنه بقية.
والله من وراء القصد،،،