تحدثت في زاوية أمس عن المحاضرة القيمة ألتي ألقاها الدكتور فهد العليان عضو مجلس إدارة نادي الشباب ومسؤول المسؤولية الاجتماعية في النادي وفي بنك الجزيرة في ثلوثية الدكتورعمر بامحسون، وأشرت فيها إلى المركز الصيفي في نادي الشباب لذوي الاحتياجات الخاصة ونماذج من المشاركين وأوليائهم من الأمهات والآباء وانعكاس ذلك عليهم من خلال أمثلة حية مؤكدا على أن مركزا كهذا مهما توافرت له الإمكانيات المادية فإنه لا يفي بالغرض إذ أن القضية لا ترتبط بالنواحي المادية والمصاريف قدر ارتباطها بالمكان ومدى استيعابه للشريحة المستهدفة.
ليس لدي إحصائيات بالأرقام عن ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة ولا حتى في مدينة الرياض بمختلف الإعاقات ودرجاتها لكنني متأكد أن المؤسسات أوالهيئات سواء التطوعية أوالحكومية المنشأة لهذا الغرض لا تفي بحاجات هؤلاء ومتطلباتهم.
ولا أملك خبرة كافية حول ما تقدمه هذه الجهات لهؤلاء وإن كنت أعتقد وحسب اطلاعي على بعض منها تتعلق أكثرها برعايتهم ومساعدتهم أو تأهيلهم لتجاوز بعض الصعوبات في الإعاقة ومحاولة دمجهم في المجتمع أوالتوصية بعلاجهم في بعض المراكزالمتخصصة وحتى هذه الخدمات تظل قاصرة إذا ما قورنت بعددهم في المجتمع لكنني أضيف إلى ذلك ما يتعلق بالترفيه والبرامج والنشاطات الرياضية وإخراجهم من عزلتهم ومساعدة ذويهم على ذلك كما هو متوفر في نادي الشباب.
وأثق تماما أن المستفيدين من هذا البرنامج وهو الوحيد في مدينة الرياض بل ربما في المملكة لاتصل نسبته إلى 1% وربما في الألف من المحتاجين إليه.
ولعلي هنا أتوجه لوزارة التربية والتعليم وهي تقيم المراكزالصيفية المتعددة وتعتمد لها الميزانيات أن تخصص بعضاً منها لذوي الاحتياجات الخاصة.
ولو أجرينا مسحاً إحصائياً على هذه الفئة لوجدنا أنها تكثر في المجتمعات المتوسطة والفقيرة بمعنى ذات الدخول المحدودة وهو ما نلحظه لأسباب كثيرة لامجال لذكرها أو الخوض فيها إذ أنها ليست هي المهمة في هذا المقام وهذا لايعني عدم وجود حالات لدى بعض الأثرياء أو الموسرين لكن مثل هؤلاء لديهم القدرة والإمكانية لتوفير متطلبات أبنائهم سواء في الداخل أوالخارج.
لست مفتياً
ولا عالم دين
لكنني أثق أن إنشاء أندية متخصصة أو مراكز لهذه الفئات وتبنيها هو من أفضل الأعمال وأكثرها تقرباً إلى الله، وهنا يأتي التساؤل ومسؤولية رجال الأعمال ومحبي الخير وهم كثر في هذا البلد ولله الحمد بإنشاء مثل هذه المراكز والأندية وأن تحمل أسماءهم تخليدا لهم وتقديرا ومثالا يحتذى به من الآخرين ولتبقى صدقة جارية للقائمين على المشروع.
مشكلة الكثير أنه لا يرى أعمال الخير إلا في بناء المساجد وهذا لا اعتراض عليه لكنني أرى أن هذه مسؤولية الدولة أكثر التي بدأت تركن إلى هؤلاء وهذا لايمنع تبرع محبي الخير لكن أتمنى أن يدرك هؤلاء أن أبواب الخير كثيرة ومنها هذه المراكز والأندية التي تأخذ بهؤلاء وتعينهم وذويهم ولعل هذه مسؤولية علمائنا الأفاضل وخطباء الجمعة ومن في حكمهم بتبيان فضل ذلك والحث عليه.
البعض جزاه الله خيراً يوصي بثلث ماله في أضاحي لوالديه ووالديهم ووالدي والديهم وعماته وخالاته، أو في أعمال أخرى يشقى بها أبناؤه من بعده أو يذهب معظمها خارج الوطن وينسى أن أفضل العمل ما يقدمه وهو على قيد الحياة.
قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
أليست هذه المراكز صدقة جارية؟ والمستفيدون منها أولى أم أنهم (ضحية)؟
والله من وراء القصد،،،