لمباريات النصروالهلال نكهة لا يحس بها إلا من عايشها
ولتاريخها عبق لا يشمه إلا من عاصره
عندما صعد النصر للدرجة الأولى منتصف الستينيات من القرن الماضي وضع نفسه في تحد مع الهلال وهي حركة ذكية من رئيسه آنذاك الأمير عبدالرحمن بن سعود حيث كان الهلال وقتها بطل المملكة في كأس الملك وولي العهد وأفضل الفرق وصاحب جماهيرية جارفة في المنطقة الوسطى وفعلا استطاع النصرالتفوق على مدى يقارب عشر سنوات تقريبا عدا بعض مباريات تفوق فيها الهلال.
امتازت لقاءاتهما بالروح الرياضية العالية ولعب العامل النفسي دورا كبيرا فيها.
تحضرني بمناسبة لقاء اليوم أربع مباريات تاريخية للفريقين:
ـ الأولى
1969 نهائي كأس شهداء فلسطين وكان عثمان بخيت (قلب دفاع) والدنيني (مهاجم) يلعبان للنصر ومن أعمدة المنتخب واشترطا مبلغ 2000 ريال قبل المباراة إدراكا منهما لحاجة الفريق لكن الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي لاتنفع معه سياسة لي الذراع أوقفهما 3 أشهر وفرح الهلاليون وأشرك أحمد الجوهر بديلا لعثمان وعبدالله بن صليح ظهير أيمن مكان ناصرالجوهر الذي تقدم كرأس حربة وفازالنصر4ـ2 سجل منها ناصر3 أهداف.
ـ الثانية
1971 كان مهاجم النصرمحمد سعد العبدلي هاجساً يؤرق الهلاليين في كل مباراة خاصة أنه كان على وشك التسجيل في الهلال قادما من الأهلي واشترط الحصول على موترسيكل (دباب) ورفض الهلال فاتجه للنصر.
كانت الأندية تتدرب في ملاعب ترابية مكشوفة مكان محطة القطارالحالية وكان التدريب الرسمي للفريق عصر الأربعاء يدخل بعده اللاعبون المعسكر استعدادا لمباراتهم عصر الجمعة فكانت رسل الفريقين تتنقل بين الملعبين وفوجئ الهلاليون بمحمد سعد يحضر تمرينهم جالسا على سيارة ورجله كاملة في الجبس فاطمأنت قلوبهم وفي المباراة فوجئوا به يتقدم النصر ويسجل هدفيها (انتهت 2ـ0) كانت خدعة من الأمير عبدالرحمن ضمن الحرب النفسية بين الفريقين.
ـ الثالثة
1977في آخر مباريات الدور الأول من أول دوري ممتاز(عدد الفرق 8) النصر يتقدم بفارق نقطتين ومازالت العقدة قائمة وتقدم بـ 3ـ2 سجلها محمد سعد فسمع بشيرالغول ـ رحمه الله ـ قلب دفاع الهلال وقائده الأمير عبدالرحمن من دكة الاحتياط يقول للاعبيه شدوا حيلكم ما باقي إلا دقيقة (كان الوقت الضائع 5 دقائق والحكم عبدالرحمن الدهام) فأمر زملاءه بالتقدم قائلا (الخسارة بـ4 مثل الـ3) فسجل بشير التعادل من ضربة ركنية رفعها فهودي وكانت انطلاقة الهلال وبداية التحول في التفوق على شقيقه النصر فتعادلا في الدورالثاني1ـ1 وفازالهلال ببطولة الدوري كما أقصى النصر من كأس الملك بنفس العام 2ـ0 سجلهما فهد الحبشي وناجي عبدالمطلوب.
ـ الرابعة
1979 المباراة قبل الأخيرة في الدوري العام المكون من 10 فرق وكان النصر يتقدم بفارق نقطة والفوز يكفيه لحسم البطولة لصالحه وكان يدرب الهلال الداهية زاجالو الذي جدد دماء الفريق بالمصيبيح وحسين البيشي وسلطان المهنا وكان يلعب له أبرز نجمين آنذاك نجيب الإمام وريفلينوالذي صار هو الآخر هاجساً يؤرق كل الفرق والنصرعلى وجه الخصوص لأهدافه الحاسمة ومنها هدفه في هذه المباراة بعد أن خطف الكرة من أمام عبدالله عبدربه ولعبها مباشرة من منتصف ملعب النصر لولبية في مرمى سالم مروان ـ شفاه الله ـ لتنتهي المباراة بهذه النتيجة ويفوز الهلال ببطولة الدوري دون خسارة قبل نهايته بجولة واحدة خسرها أمام الاتحاد بـ1ـ2 حيث أكد زاجالوا قبلها أنها لا تهمه فلم يشرك ريفلينو بهدف التفرغ لكأس الملك لضمه مع الدوري ومن غرائب الصدف أن خرج من المسابقة على يد الاتحاد بركلات الترجيح 10ـ9.
اليوم موعد جديد مع المتعة.
والله من وراء القصد،،،