|


عبدالله الضويحي
كانوا يحسبونه غياباً ولكنه العالمي لابد من النصر وإن طال السفر
2014-02-02

(عشرون عاما) في درب البطولة

لكن الدرب كان ( مجهولا)

(فمرة) كان (قاتلا)

(وأكثرالمرات مقتولا)

لكنه عندما يقتل يعرف متى وكيف يجهزعلى ضحيته ؟

وعندما يضرب فهو يوجع

هكذا هوالنصر..

غاب طويلا عن سماء البطولة لكنه عندما عاد (جاء بالغنائم) فأراد أن تكون عودته مميزة..

ذات طعم خاص

ومذاق خاص

يتحدث بها الركبان

وتبقى دلالة على التأريخ

بل هي تأريخ بذاته في سجل كأس ولي العهد

أرادها أمام غريم تقليدي

ومنافسه العتيد

وسيد مسابقة كأس ولي العهد

وخازنها على مرالسنين

وحافظ أسرارها

أرادها أمام غريمه الموسم الماضي ألذي أقصاه من بطولة كان قاب قوسين منها أوأدنى ليثبت قدرته على المواجهة والتحدي فجاءته كما تمنى وأثبت أنه على قدرهذه المواجهة والتحدي.

تمناها أمام (الهلال) وكفى ..

فأراد النصرأن يكون الفارس الذي يمتطي صهوة جواده ليحررها من قبضته و سفير الأندية الذي رأوا فيه أهليته عندما لم ينجح أي منهم في أخذها منه..

والمفوض باسمهم لاتخاذ القرارالذي يراه مناسبا ويصب في مصلحتهم.

فكان القوي الأمين

والمفاوض الذكي

وصاحب القرارالشجاع

(عشرون عاما) غابها (النصر) عن (الساحة) لكنه لم يغب عن المشهد الرياضي وكان له حضوره الدائم في الإعلام .

وهكذا هم الكبارلا يغيبون بأسمائهم وتأريخهم وإن غابت أفعالهم أو حالت الظروف دون حضورهم.

يبقون في دائرة الضوء لا تغيب عنهم الشمس ولا تحجبهم الغيوم لأنها سحابة صيف لابد أن تنقشع.

(عشرون عاما) غاب فيها النصرعن البطولات وحضرآخرون.

تنوعت الأسماء

وتغيرالأبطال.

واحتكرها آخرون.

لكن (النصر) ظل حاضرا في كل المناسبات

في كل بطولة له أثر وإن لم يفزبها

وفي كل حديث له ذكروإن لم يكن عنه

وفي كل فعل له صدى وإن لم يكن منه

وهذه ميزة ربما ينفرد بها النصرعن غيره ..

وهكذا هم الكبار

يحضرصداهم عندما يغيب صوتهم

ويحضرفعلهم عندما يغيب قولهم

وعندما يحضرفعلهم يتردد صداه في كل الأنحاء

(عشرون عاما) غاب فيها النصرفعيره البعض بهذا الغياب.

وأدخله آخرون غرفة الإنعاش.

واستبعد ثالث صحوته.

سنوات ومواسم تاه فيها النصربين مخلصين يستعجلون عودته.

ومحبين يتنازعون وصله.

ومتفرجين يرقبون المشهد وماذا ينتهي إليه؟

لكنه ظل محتفظا بجمهور وفي صابروقف معه في كل الظروف والأحوال.

فكان كلما ابتعد النصرعن منصات التتويج إزداد هذا الجمهورمنه قربا.

وكلما غاب عن البطولات كان أكثرحضورا في المدرجات.

لأنه يدرك أن الغائب لا بد أن يعود.

وأن فرص النجاح متاحة للجميع.

وهي نقطة القوة في هذا النادي التي قد لا تتوفرلدى غيره.

جمهوريتنامى عدديا كلما خسرالفريق وهي معادلة استعصت على علماء الرياضيات ومحللي المباريات ومنظري الأستديوهات.

(عشرون عاما) من البعد عن البطولات

كانوا يحسبونه غيابا

وكـان يراه تخطيطا وإن طال به الزمن

كان يعمل ويخطيء

ويخطط ويرسم

يجرب فينجح تارة ويعجزأخرى

يمارس تجربة الصح والخطأ

لم ييأس ولم يهن ولم تضنه مشقة السفر

فالكبارهم الذين يعرفون كيف يتحملون مشقة الترحال وكيف يصيرللوصول طعم فلا بد من البطولة وإن طال السفر.



والله من وراء القصد