|


عبدالله الضويحي
للتاريخ إيقاف"دنيا الرياضة" (2)
2014-01-24

في زاوية الجمعة الماضية وضمن حديثي عن فترة النصف الثاني من الثمانينيات التي شهدت تذبذباً في الكرة السعودية وخروجاً عن النص في الصحافة الرياضية ولقاءات الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) بمسؤوليها وآخرها الاجتماع العاصف كما أسميته وتحدثت عن إيقاف الصفحات الرياضية في صحيفة الرياض إبان إشرافي عليها مشيرا إلى أنه في تلك الفترة جاءتنا التعليمات بعدم نشر أي موضوع عن المنتخب بعد احتلاله المركز الرابع والأخير في التصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد سيؤول 1988 التي فاز بها العراق وضمت أيضا الكويت وقطر وأنه وردنا تقرير من وكالة الأنباء الفرنسية عنها وعن المنتخبات المشاركة فيها وقالت ضمن حديثها عن منتخبنا:

(السعودية الخاسر الأكبر في التصفيات) وقمنا بنشر التقرير ووضع ذلك في العنوان فتم إيقافنا ثلاثة أيام بحجة العنوان.

تناقشت مع رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري حول ذلك وضحكنا وهو يسألني:

هل نتوقف بدءاً من الجمعة أم السبت؟

وتوقفت عند هذا التساؤل واعداً بالإجابة عليه وعلى تداعيات الموضوع على الدكتور صالح بن ناصر.

كانت وجهة نظر الأستاذ تركي أن يوم الجمعة يصدر الملحق الرياضي وكان متميزا وقتها وفيه زاوية (عواكيس) التي كان لها حضورها القوي على الساحة ويعتبر عددا تسويقيا لكنه كان يخشى ألا يدرك المسؤولون خاصة الأمير فيصل أننا سنتوقف بدءاً من السبت وأن يؤخذ ذلك من باب التحدي للقرار فقلت:

ـ بإمكاننا إشعارهم بذلك والتعذر بأن التبليغ جاء متأخرا بعد أن تم تجهيزعدد الجمعة. أطرق الأستاذ تركي قليلا ثم قال:

ـ الأفضل أن نتوقف بدءا من الجمعة قطعا لكل شك أو تأويل فالظروف لا تحتمل.

توقفنا أيام الجمعة والسبت والأحد وسرت شائعات في الوسط الاجتماعي والرياضي أن الإيقاف بسبب زاوية (عواكيس) أطلقها وروج لها مستفيدون من إيقافها أو من يتمناه ومن يريدون توجيه رسالة للوسط الرياضي أو لأوساط معينة فيه حول الزاوية.

بعدها هاتفني الدكتور صالح بن ناصر وسألني:

ـ أخ عبدالله هل استأذنت مني في نشرالموضوع؟ قلت:

ـ أبداً دكتور بل العكس ودعني أصارحك:

ـ عندما زودتكم بنسخة الوكالة الفرنسية كنت أخشى أن تسألني أو يأتي منكم أي توجيه ولهذا تحاشيت النقاش معك حتى أنشر التقرير ثم سألته:

ـ خير يا دكتورلماذا السؤال؟ فقال:

ـ لأن الأمير فيصل استدعاني وسألني نفس السؤال وأن الأستاذ تركي أبلغه بأنك استأذنت مني وروى لي ما حدث من نقاش فقلت:

ـ يا دكتور للمعلومية حتى الأستاذ تركي لم يعلم أننا سننشر التقرير لأنه قد أعطانا الصلاحيات وأنا المسؤول وإذا أردت أن أتصل بالأمير فيصل أو أن نلتقي في مكتبه وأضعه في الصورة فقال:

ـ ما يحتاج بس أنا حبيت أتأكد منك وانس الموضوع.

ويبدو أن لبساً حصل وهو أن الأستاذ تركي ربما فهم استئذاني منه بتزويد رعاية الشباب بنسخة من التقرير على أنه للاطلاع والموافقة لأن لديه علم مسبق بالتعليمات وأني نشرته بناء على موافقتهم ولم يناقشني حينها في الموضوع.

أو أن الأمير فيصل فهم من كلام الأستاذ تركي أننا زودنا الدكتورصالح بنسخة من التقريرعلى أنه استئذان منه.

ما دار بين الدكتورصالح وبيني من نقاش لم يكن يعلم به سوانا حتى لحظة نشره.

إنها جزء من المعاناة عندما تسقط معلومة أو يتم التأويل حول أخرى لكن تفهم الجميع والثقة المتبادلة بين الدكتور صالح وبيني أنهت الموضوع على خير وهي ثقة أتشرف بها وأعتز ولله الحمد.



والله من وراء القصد،،،