يبدو أن الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد قد بدأ يضع خطواته، أو أنه وضعها بالفعل نحوتغييرشامل لمفهوم كرة القدم وكيفية التعاطي مع هذا المفهوم والتعامل معه بالعمل الاحترافي الذي يتواكب مع روح العصر ومتطلباته، فبعد إعادة تشكيل لجانه وتفعيلها وتقديم بعضها لنفسها بشكل مقنع ومقبول من خلال حضورها الفاعل مع الأحداث وتطويرلوائحها، ثم الخطوة الكبرى والهامة بتسديد التزامات الاتحاد المالية ومديونياته والاتفاق مع رعاة جدد لمسابقاته، هاهو يلتفت الآن لدورلايقل أهمية يعلن من خلاله حضوره في المجتمع ليؤكد على أن الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص هي رسالة وقيم قبل أن تكون هواية وممارسة.
"المسؤولية الاجتماعية والبيئة" هي إحدى لجان الاتحاد ويرأسها أستاذ أكاديمي هوالدكتورعبدالرزاق أبوداود عضومجلس إدارة وعضوالمكتب التنفيذي في الاتحاد وهوغني عن التعريف، وقد سبق أن تحدثت عن المسؤولية الاجتماعية في أكثرمن مناسبة من خلال عمل بعض الأندية، لكنها عندما تصدرمن اتحاد القدم تصبح لها أبعاد أخرى.
بوادرعمل اللجنة تبشر بالخير، حيث عقدت عدة اجتماعات ووضعت لها برنامج عمل واضح، حيث تم توقيع اتفاقية شراكة بين اتحاد القدم ممثلا في اللجنة والمبادرة الوطنية للتوعية والتثقيف تشمل عددا من البرامج في هذا المجال من ورش عمل ومحاضرات وندوات ومؤتمرات وزيارات والعديد من الفعاليات التي تهدف إلى تطويرالبيئة الرياضية والمحافظة عليها وتنميتها وتثقيف الرياضيين والجمهورالرياضي بها، كما تنوي اللجنة زيارة لجمعية صوت المسؤولية (متلازمة داون) بدعوة من مسؤولها الأستاذ عبدالحميد الصالح وهوكما أعرفه وجه اجتماعي معروف ورجل مسؤولية، ولاشك أن هذه الزيارة ستسهم في تفعيل عمل اللجنة.
وإذا ما تمت كل هذه البرامج والمشاريع وفق ماهومخطط لها فسوف تشكل نقلة نوعية في مفهوم كرة القدم لدينا.
اللجنة عقدت عدة اجتماعات وأطلقت جائزة التميز الرياضي في كرة القدم (جائزة سوكرسين)، وسوف تقوم خلال الأسابيع المقبلة بتكريم أكثرمن 100 لاعب من أندية الاتحاد والوحدة والأهلي بواقع 35 لاعباً من كل ناد من نجومهم القدامى باعتبارهذه الأندية الثلاثة هي الأقدم وفق تصريح رئيس اللجنة الدكتورعبدالرزاق أبوداود، على أن يكون حفل العام المقبل في مدينة الرياض.
شخصيا ومع تقديري لكل هذه الجهود فإنني أرى لوكان النجوم على مستوى المملكة بدلا من حصرهم من منطقة واحدة في كل عام على أن يتم تدويرمكان الحفل وليس التكريم نفسه بحيث يقام كل عام في منطقة ليصبح أكثرشمولية ويحقق الهدف أكثر، لأننا بهذه الطريقة نحرم نجوما يستحقون التكريم بوضعهم في قائمة الانتظارحسب مكان الحفل ومنطقة التكريم ولتلافي كثرة النجوم والإحراج الذي قد تواجهه اللجنة بعد أن ألزمت نفسها بتكريم هذا العدد، يمكن وضع لائحة وأسس للتكريم تأخذ في الاعتبارسجل اللاعب وتأريخ اعتزاله والحقبة الزمنية، بحيث يتناسب هذا مع الحفل السنوي للجنة مع الاستعانة ببعض العناصرمن خارج اللجنة للاستفادة من خبرتهم وسجلاتهم وتوثيقهم لهذه المراحل والمعلومات.
على العموم
هذا مجرد رأي لايقلل من جهود اللجنة وتوجه اتحاد القدم الذي أثق أنه سيتجاوزتكريم النجوم القدامى وغيرهم إلى أمورأخرى أكثرمن الحفل والجائزة تصب في المسؤولية الاجتماعية بمفهومها الشامل.
صحيح إن اللجنة تأخرت عاما كاملا منذ تشكيل الاتحاد وهناك من اعتبرها ولدت ميتة، لكنها بهذا اثبتت أن الغياب كان وراءه عمل وغنائم.
والله من وراء القصد.