أقمنا الدنيا وتوالت ردود الأفعال وبدأنا طرح التساؤلات على أصحاب العلاقة ولم نخل من اتهام البعض بحثاً عن امتصاص ردة فعل داخلية كل هذا لأن (التحكيم السعودي) سيغيب عن مونديال 2014.
أما المعني (خليل جلال) فقد أعلن اعتزال التحكيم نافياً أن تكون ردة فعل على استبعاده ومهما كانت مبررات الاعتزال إلا أنه لايمكن فصلها عنه.
وهي عادتنا في التعامل مع بعض المواقف دون أن نعترف بالحقيقة ونواجه أنفسنا بالواقع.
دعونا نتكلم عن (التحكيم السعودي) هنا أكثر من الحديث عن (الحكم السعودي) حتى وإن وردت بعض الأسماء لأنهم يمثلون هذا التحكيم.
كانت المشاركة الأولى للحكم السعودي في مونديال المكسيك 1986 ممثلا بفلاج الشنار وبعده بـ 3 دورات عبدالرحمن الزيد في مونديال فرنسا 1998 وقدم أداء جيدا توجه بالمشاركة في النهائي كحكم رابع ثم خليل جلال في مونديال جنوب أفريقيا 2010 بعد مرور3 دورات أيضا وأنا أتكلم هنا عن حكام الساحة فمن الطبيعي إذاً أن نغيب عن المونديال القادم وكثير من الحكام لا يشاركون في أكثرمن مونديال والاتحاد الدولي لكرة القدم له فلسفة في الاختيارتخضع لمقاييس محددة وأعداد معينة من كل قارة وعلى هذا الأساس فهناك حكام في أوروبا أو غيرها مؤهلون أكثر من آخرين تم اختيارهم من قارات أخرى بحكم التوزيع الجغرافي أوالقاري للحكام ومع ذلك لم يحتج هؤلاء ولا اتحاداتهم المحلية.
خليل جلال أثبت وجوده على الساحة وشارك في نهائيات كأس العالم 2010 وكان احتياطيا في 2006 وشارك في العديد من المحافل على المستوى القاري والدولي وإذا لم يتم اختياره لمونديال 2014 فهذا لا يؤثرعلى تاريخه وهو يدرك أنه سيعتزل التحكيم الدولي بعد عام من الآن بقوة النظام وربما كانت لديه الرغبة في الاعتزال النهائي فوجدها فرصته لأن يعلن ذلك.
(فيفا) يتجه الآن للحكام الأصغر سناً لحيويتهم ويدعو للتركيزعليهم وإعدادهم في سن مبكرة وليس بعد اعتزالهم كرة القدم كلاعبين أوغيرهم كما كان يحدث سابقا وهذا مايجب أن ندركه.
البحريني عبدالرحمن عبدالخالق عضو لجنة الحكام في (فيفا) تحدث لهذه الصحيفة طويلا عن الطريقة التي يتم من خلالها اختيارالحكم للمونديال والمسؤول عن تقييمه وعن جلال والتحكيم السعودي والاتصالات التي وصلت إليه واتهامه بمحاباة نواف شكرالله من بني جلدته وقال ثلاث نقاط مهمة جدا:
ـ أن جلال أخفق في اختبارات اللياقة البدنية التي أقيمت في دبي في الاختبارالأول لحكام المونديال.
ـ تم إعطاؤه الفرصة ـ كغيره ـ لإعادة الاختبارفي قطر في منتصف شهر مايو وفي الساعة 12 ليلة الاختبار أرسل رسالة بالجوال (لاحظوا الساعة 12 ليلا ورسالة جوال) إلى البحريني الدولي جاسم مندي يعتذر عن عدم الحضور وأنهم حاولوا الاتصال به مباشرة وعن طريق رئيس لجنة الحكام السعودي عمر المهنا لكن كان مغلقاً الجوال لعدة أيام.
ـ أنهم خاطبوا الاتحاد الدولي مبررين غيابه لظروفه وتم اختباره في البحرين في أغسطس وتمكن من اجتياز الاختبار.
سأطرح تساؤلاً
عندما شارك جلال في مونديال2010 هل شارك لجدارته أم بالعلاقات؟
ـ إذا كان للعلاقات دور في ذلك فيكفي وليس في كل مرة تنفع العلاقات.
ـ وإذا كان لجدارته فعلينا أن نعترف بالواقع ونقتنع وعلينا أن نثق في الحكم السعودي محلياً قبل أن نطلب من (فيفا) أن يثق فيه في المونديال.
والله من وراء القصد،،،