في الزوايا الثلاث السابقة تحدثت عن الإستراتيجية الوطنية لتطويرالرياضة المدرسية ضمن مشروع الملك عبدالله لتطويرالتعليم ولقائي مع خالد الخريجي أحد المشرفين التربويين في هذه الإستراتيجية واستماعي لشرح مفصل مدعم بالأرقام والرسومات البيانية وما دار بيننا من نقاش حولها مشيرا إلى أهمية العمل المؤسساتي في نجاح مثل هذه المشاريع وهو ما نفتقده في عدد من القطاعات خاتما بالحديث عن ملخص هذه الإستراتيجية وأبرز أهدافها وإمكانية تطبيقها.
وزارة التربية والتعليم في نظري هي أكثر القطاعات أهمية وحاجة للعمل المؤسساتي فالعمل فيها يحتاج سنوات وربما عقود لتتبين نتائجه .. صحيح أن هناك بعض الأعمال كالبنية التحتية وأساسيات التعليم لابد أن تتبين في بضع سنوات لكنني أعني هنا مخرجات التعليم والرياضة المدرسية جزء من منظومة العمل في الوزارة ينطبق عليها هذا القول.
ووزير التربية والتعليم لايمكن أن يترجم تطلعاته ويحقق طموحاته وتبرز نتائج أعماله الإصلاحية والتطويرية خلال دورة وزارية واحدة أوإثنتين ولا يمكن أيضا أن يظل في مكانه أكثرولهذا تحتاج الوزارة إلى صف ثان وثالث ورابع مؤهلين وأكفاء لدعم هذا التوجه وإعانته بحيث تظل السلسلة منتظمة فهم يمثلون واسطة العقد.
الأمير خالد الفيصل لانملك إلا أن ندعوا له وهو يجلس على الكرسي الأخطر لكنه مؤهل لذلك فهو رجل فكر وثقافة في توجهاته ويمارسها خارج عمله الرسمي وهو مؤهل أكاديميا ومطلع على كثير من الثقافات إلى جانب كونه رجل دولة ما يقارب 50 عاما ويتمتع بـ (كاريزما) معينة تعطيه هيبة المسؤول وشخصية القيادة.
وطالما أن حديثنا عن الرياضة المدرسية فالأميرخالد رياضي بهواياته المتعددة وبدأ عمله في الدولة مديرا لرعاية الشباب لخمس سنوات أسس فيها لرياضة حقيقية من بنى تحتية وسن الأنظمة وتطويراللوائح والقوانين وقرارات مثلت نقطة تحول في الرياضة السعودية وطيلة العقود الأربعة التي تلت ذلك ورغم مشاغله إلا أنه لم ينقطع عن متابعتها حيث استمعت لأكثرمن مقابلة معه أكدت على ذلك وبالتالي فهو(مجموعة إنسان) لكنها ليست المجموعة التي عناها في قصيدته المشهورة وإن كان فيها بعض من ذلك خاصة المقابلة بين عينيه بقدر ما هو(مجموعة مسؤول) ـ إن صح التعبيرـ وهذا مايجعل الرياضة المدرسية محظوظة بوجود رجل بهذه المواصفات على هرم وزارة التربية والتعليم.
أعرف أن أمام سموه ملفات عديدة ومعقدة تحتاج لوقت طويل لدراستها قبل إتخاذ قرارات فيها بل إن فتح هذه الملفات ومعالجتها ربما أسهم في تيسيرالتعامل مع (ملف الرياضة المدرسية) وساعد على معالجته لأن هناك إرتباط وثيق بين هذه الملفات ومحاور مشتركة بين كثير منها لكن هذا لايعني تأجيل هذا الملف نظرا لأهميته بقدر ما يسير التعامل معه عبر خطتين:
إحداها:
قصيرة المدى أو آنية لمعالجة وضع قائم على الأقل (الاعتراف) بهذه الرياضة وقيمتها لدى بعض منسوبي قطاع الوزارة.
والثانية:
طويلة المدى وهي إستراتيجة التطوير التي نحن بصدد الحديث عنها والتي تتطلب الكثير من الاهتمام والمتابعة.
أثق تماما أن هذه الأمورلا تغيب عن ذهن سموه وأن الأمير خالد الفيصل ومن خلال سيرته الذاتية خير من يدرك أن الاهتمام بالنشء وتنميتهم فكرياً وبدنياً هو الخطوة الأولى في تنمية الوطن وتكوين منظومته وأن الاهتمام بالبيئة التعليمية ومن ضمنها الرياضة المدرسية هو الأساس في تلك التنمية المتعلقة بالنشء.
سمو الأمير
(الصعب هلى قلت ياصعب سهلا
دامك تبيني فأنت ياصعب شوقي)
والتربية والتعليم (تبيك) وهي ليست (هينة) و(الكايد) لديك (أحلى) وأنت لهذا أهل.
والله من وراء القصد،،،