تشرفت باتصال كريم من الأستاذ خالد الخريجي أحد المشرفين التربويين على برنامج الإستراتيجية الوطنية لتطويرالرياضة المدرسية ضمن مشروع الملك عبدالله لتطويرالتعليم حيث طلب زيارتي في مكتبي لعرض بعض الرؤى والخطط حول هذه الإستراتيجية.
شكرت اتصاله وقمت بزيارته على الأقل لأدخل مبنى يحتل موقعا إستراتيجيا يراه الطالع (شرقا) والنازل (غربا) من جسر الخليج دون أن يعلم ما يدورفيه.
كنت قد كتبت عن زيارة وفد من اللجنة الأولمبية السعودية لوزارة التربية والتعليم وتوقيع اتفاقية لتبادل الخبرات وقلت إن هناك اتفاقية سابقة بين الرئيس العام الأسبق لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد والوزيرالأسبق الدكتورمحمد الرشيد (رحمهما الله جميعا) بهذا الخصوص ويفترض العودة لها والبدء من حيث انتهى الأولون ويبدو أن هناك رابطاً بين هذا المقال وهذه الدعوة خاصة أنها جاءت بعده ببضعة أيام لكن الأستاذ ـ خالد ـ وهذه كلمة حق لم يشر لهذا من قريب أو بعيد بل إنه لم يرد أن يكون بينهما رابط وكان تركيزه على الرغبة بالاستفادة من خبراتي في هذا المجال كممارس للعملين التربوي والإعلامي فترة من الزمن.
عرض علي الأخ خالد فيلماً وثائقيا وعددا من الدراسات والرسوم البيانية ومقارنات مع دول متقدمة كأمريكا والاتحاد السوفيتي وفي أوروبا وآسيا حول العديد من الرياضات وليس كرة القدم فقط خاصة الفردية منها.
استغرق العرض والأخ خالد (ما شاء الله) يتحدث ويشرح دون كلل وبلغة واضحة يعي من خلالها مايقول وما يريد 90 دقيقة بالتمام كنت خلالها مستمعا ومستمتعا بالعرض صامتا إلا من رشفة كوب الشاي الذي أمامي وبعض الضيافة التي أكرموني بها.
قلت للأخ خالد مازحاً بعد أن انتهى العرض:
90 دقيقة ماشاء الله هذه مباراة كرة قدم ولا فيها راحة بين الشوطين فضحك قائلا:
ـ أردنا أن نقدم لك ما نستطيع وبتركيز ولدينا مزيد ووضع أمامي ملفا متكاملا يحتوي على ما تم عرضه.
شكرته وقلت بعد أن أبديت ملحوظتين مختصرتين:
التنظير جيد وكل الذي قدمتموه وهذه الدراسات لكن ماذا عن التفعيل والتطبيق على أرض الواقع وتحدثنا كثيرا حول هذه النقطة كثيرا وحول الدراسة والرياضة المدرسية وأنها الأساس في بناء الإنسان وتكوين شخصيته بصورة خاصة والتنمية الرياضية وتطويرها بصورة عامة والقاعدة التي تنطلق منها كل الرياضات والمنتخبات الوطنية وقلت:
سبق وأن طرحت أكثر من مرة فكرة تبادل المنافع بين وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص بتسليم المرافق التعليمية لقطاع الأعمال ليبني عليها مدارس وفق مواصفات تحددها الوزارة تحتوي على مرافق رياضية من ملاعب وصالات ومسابح وقاعة محاضرات ومكتبة بحيث يستفيد منها قطاع التعليم في الفترة الصباحية فيما يتم تشغيلها من قبل المستثمر في الفترة المسائية بأجور رمزية بإشراف من أهل الحي على أبنائهم لممارسة الرياضة والمحاضرات التوعوية والمذاكرة والمراجعة تحت إشراف معلمين كبديل للدروس الخصوصية للقضاء عليها وأني طرحت ذلك بشيء من التفصيل.
فاجأني الأخ خالد قائلا:
إن هذا المشروع مطبق حاليا وإن لم يكن بهذا التكامل تحت ما يسمى بمراكزالأحياء وقد أثبتت نجاحها لكنها محدودة العدد فهناك كم لابأس به في مدينة الرياض كخطوة أولى من خلال مدارس نموذجية وسيتم تعميم الفكرة فيما بعد لتشمل أكبر عدد من المدارس في مختلف مدن المملكة.
الحديث لم ينته بل لم يبدأ وغدا نكمل.
والله من وراء القصد،،،