|


عبدالله الضويحي
يضيعون الوقت في (بدل الضائع)
2013-12-30

في مونديال الأرجنتين 1978 ألغى الحكم الويلزي كلايف توماس هدف الفوزللبرازيل على السويد الذي جاء في الثواني الأخيرة من المباراة بعد رفعة ركنية لعبها دبل بييرو برأسه مباشرة في المرمى بحجة انتهاء الوقت وكان له تأثيره على مسارالبطولة وهذا له حديث خاص فيما بعد.

وفي نهائي كأس الملك 1980 بين الهلال والشباب وفي نهاية الشوط الأول احتسب الدولي عبدالرحمن الموزان ضربة حرة على الشباب خارج منطقة الجزاء وماطل الشبابيون كثيرا في تجهيزالحائط والعودة للمسافة القانونية بغية إضاعة الوقت وعبثا كان يحاول معهم الموزان وعند إعطائه الإذن لريفلينوبالتنفيذ وقبل أن يلعب الكرة أطلق صافرته معلنا نهاية الشوط مما أثارغضب ريفلينوفعاقبه بالإنذار.

تحديد الـ 90 دقيقة من زمن المباراة أوالـ 30 دقيقة في الأوقات الإضافية إن وجدت حق من حقوق الحكم لاينازعه عليه أحد بمافيه الوقت الضائع الذي يضيفه على نهاية كل شوط، وعندما أقرالاتحاد الدولي لكرة القدم أن يرفع الحكم الرابع لوحة تشيرإلى الوقت الذي احتسبه الحكم كبدل ضائع لمعالجة بعض الإشكالات لم تستطع هذه اللوحة معالجة المشكلة بدقة لعدة أسباب لعل من أهمها:

أولاً:

إن اللوحة لاتشيرإلى أجزاء الدقيقة وإنما الأرقام صحيحة، فهل من المعقول أن الوقت الضائع دائماً هورقم صحيح مثل 3 أو4 دقائق أوغيرها؟ بالطبع لا لكنه تم توظيف لغة الرياضيات ورفع اللوحة بالزمن الأقرب، فلوكان الوقت الضائع 3 دقائق و20 ثانية مثلاً يتم رفع 3 دقائق، ولوكان 3 دقائق و50 ثانية أو40 يتم رفع 4 لكن الحكم يحتسب هذه الأجزاء ولذلك نجده في بعض الأحيان يطلق صافرته بعد الوقت المرفوع من الحكم الرابع في اللوحة أوقبله بثوان قد تصل إلى 10 أو20.

ثانياً:

إن الحكم يشيرللحكم الرابع بالوقت بدل الضائع قبل نهاية المباراة بدقيقتين على الأقل أو أكثرليتمكن من تجهيزاللوحة ورفعها وفي هاتين الدقيقتين قد تحدث إصابة لاعب وإضاعة وقت فيضيفه الحكم دون أن يظهرذلك على اللوحة.

ثالثا:

يحدث أن يصاب لاعب أويستبدل آخرأوإضاعة الوقت خلال (الوقت بدل الضائع) وهنا تأتي مسؤولية الحكم باحتسابه وإضافته مما يعني احتساب وقت غيرالمعلن في نهاية المباراة من قبل الحكم الرابع.

وعلميا فإن طرفة العين أوإصدارالدماغ أمره باتخاذ قرارثم تنفيذه يستغرق جزءا من الثانية أوتشغيل ساعة الملعب وهنا يأتي الفارق بين ساعة الحكم وساعة الملعب خاصة بالثواني.

مثل هذه الأمورهل تغيب عن ذهن أي متابع أومحلل رياضي؟

في المثالين اللذين ضربتهما قد يلام الحكم لأن تصرفه لايتسق مع المنطق لكن في أجزاء الثانية والوقت بدل الضائع يختلف الوضع ومع ذلك تثارلدينا قضايا وتخصص حلقات وبرامج ويتم استضافة محللين ونقاشات تمتد لدقائق وربما ساعات من أجل 10 ثوان أو20 ثانية أضافها الحكم أولم يحتسبها ويدخلون في ذمته وضميره في أجزاء حسمت ميداليات ذهبية في الأولمبياد وأثرت على الفوزبكأس العالم دون أن تثيرقضية نظرا لفارق الثقافة والتفكيربين هؤلاء وأولئك.

هؤلاء:

ــ إما أنهم لايدركون ماسبق ولايعون هذه الحقائق.

ــ أوأنهم يدركونها لكنهم يريدون الوصول لهدف معين أوتنفيذ أجندة معينة بدليل أن هذه الأمورلاتناقش إلاعندما يختص الأمربأندية معينة، فيضيعون وقتهم في نقاش الوقت بدل الضائع.

والله من وراء القصد.