في زاوية الجمعة الماضية تحدثت عن فترة النصف الثاني من الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي قبل 25 إلى 30 سنة ومايمكن وصفه بمرحلة التصحيح حيث شهدت خروجاً عن النص في الصحافة الرياضية، وشدا وجذباً في بعض الأحيان، وتذبذباً في المنتخب الذي كان متأهلا لأولمبياد لوس أنجلوس 84 وبطلا لآسيا في ذات العام ثم خرج من مونديال المكسيك 86 وخليجي البحرين في ذات العام وأولمبياد سيؤول 88 ومونديال 90 ودورالشيخ فهد الأحمد في تلك الفترة وقلت إن الأمير فيصل (رحمه الله) دعا وقتها إلى عدة اجتماعات مع الإعلام الرياضي والصحافة المقروءة على وجه الخصوص التي كانت المحرك الرئيس له حيث لا صوت يعلو على صوتها آنذاك لعدم وجود البديل وأن أحد هذه الاجتماعات كان عاصفاً كنتيجة طبيعية لما يحدث في تلك الأيام.
في ذلك الاجتماع أكد الأمير فيصل على أن يقتصر على المسؤولين المباشرين عن الشؤون الرياضية في الصحف (رؤساء أو مدراء التحرير أو المشرفون) لهدف عرفناه فيما بعد.
كما هو معتاد في كل مؤتمر صحفي يجلس عاقد المؤتمر على المنصة الخاصة به ويبدأ دخول الصحفيين حتى تكاملهم أوالعكس بمعنى أن يدخلوا هم أولا وبعد تكاملهم يخرج إليهم ثم يأخذ مكانه ليبدأ المؤتمر.
هذه المرة وقف الأمير فيصل عند باب الممر المؤدي إلى قاعة الاجتماعات الكبرى بالرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث المؤتمر ووقف إلى يمينه الدكتورصالح أحمد بن ناصرالذي كان وكيلا للرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب، ومنصورالخضيري وكان مديرا عاما لإدارة الإعلام والنشر والذي قدم الصحفيين لسموه حيث كان الأمير فيصل يعرف كثيرا منا وكان أمامي زميل لا أعرفه ولا أتذكر اسمه الآن قدموه على أنه مدير مكتب مجلة الشرق (جريدة الشرق حاليا) في الرياض فمد الأمير يده أمام صدر الزميل معترضاً دخوله قائلا:
ـ ماطلبناك .. نحن طلبنا رئيس القسم الرياضي. فقال الزميل:
ـ رئيس القسم في مهمة في الكويت وتم تكليفي بحضور المؤتمر فالتفت سموه لمنصورقائلا:
تأكدوا من ذلك .. وسمح له بالدخول.
بعد أن أخذ الأمير مكانه في المنصة المخصصة وجلس إلى يمينه الدكتورصالح وعلى يساره ممثل من وزارة الإعلام لا أتذكر اسمه حاليا وكنا قد أخذنا أماكننا من قبل وجه الأمير كلامه للأستاذ منصورالذي يستعد لتقديم المؤتمر سائلا:
كل الإخوان حاضرين؟ فرد الزميل منصور:
ـ الأخ محمد العوام رئيس القسم الرياضي في مجلة اليمامة (كان الزميل العوام وقتها يرأس القسم الرياضي في اليمامة بعد استقالته من جريدة الجزيرة وقبل أن ينتقل لجريدة الشرق الأوسط وفي نفس الوقت مديرا للعلاقات العامة في الهيئة الملكية للجبيل وينبع) وقال الزميل منصور:
إن العوام اعتذر لأن لديه وفدا أمريكياً وقد رافقهم لزيارة جناح الهيئة في الجنادرية فقال سموه:
ـ خلوه في الجنادرية، ومن غيره؟
ـ الزميل مبارك الدوسري رئيس القسم الرياضي في جريدة اليوم قال الزميل منصور مضيفاً:
إنه محاضر في الكلية المتوسطة في الدمام ولديه طلاب يختبرهم واعتذر بسبب ذلك فقال الأمير:
خلوه في كليته، وتساءل إذا كان هناك آخرون لم يحضروا المؤتمر وكانت الإجابة بالنفي فالتفت إلى الدكتورصالح قائلا:
ـ اكتب برقية لوزير الإعلام لإيقاف الصفحات الرياضية في اليوم واليمامة، نحن نعرف لماذا تغيبواعن المؤتمر؟
لماذا تغيبوا في نظر الأمير فيصل وماذا دار في المؤتمر؟ وقصة إيقاف الصفحة الرياضية في جريدة الرياض في جمعة قادمة.
والله من وراء القصد،،،