تحدثت في زاوية الأمس عن مقطع الفيديو الذي تم تصويره و(تسريبه) عبر اليوتيوب الخاص بمفاوضات اللحظة الأخيرة للاتحاديين مع الدولي سعود كريري ووكيل أعماله ناصرالنعيمي وتم تداوله عبر قنوات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، مشيراً إلى أننا يجب أن نأخذ القضية من منظور أبعد، مركزاً حديثي على نقطة هامة وهي (انتهاك الخصوصية) وأعني خصوصية الأفراد المتفاوضين وحريتهم الشخصية وخصوصية المكان وحرمته وأنه بإمكانهم بل إن هذا هو المطلوب رفع قضية على من كان وراء هذا التصوير وتسريبه للقنوات خاصة وأن أصابع الإتهام تتجه نحو اللاعب البرازيلي جبسون مطالبينه بالتعويض .. إلخ ما قلته في هذا الجانب على أنني أشير اليوم إلى عدة نقاط لا تقل أهمية يمكن الخروج بها من هذا التسجيل لعل من أبرزها:
أولاً:
لخص المقطع الذي لم يتجاوزالثواني أوبضع دقائق ما يدورفي البيت الاتحادي وهو وإن كان معروفاً لدى كثيرين لكن المقطع قطع الشك باليقين وأكد هذه الحقيقة وقبل الحديث عن هذه النقطة لابد من الإشارة إلى أن أسلوب التفاوض خاصة من الجانب الاتحادي وهو ما كشف عنه التسجيل لم يكن حضاريا في بعض مراحله ولايليق بناد كبير كالاتحاد ولاطريقة جلوس الأطراف خاصة اللاعب ولا في طريقة إنهائه أوإقفال الموضوع.
ثانياً:
من الواضح أنها ليست المرة الأولى التي تتناقش فيها هذه الأطراف حول عقد اللاعب بل ولاحتى الثانية أوالثالثة وأن هناك عدم ثقة في النادي وفي مصداقيته من قبل الوكيل بدليل العبارات التي صدرت منه وطريقة إنهاء المفاوضات.
ثالثاً:
المفاوض الاتحادي لم يكن أمامه خيارات أخرى أوأسلوب آخر غير الاستجداء لأنه واقع بين مطرقة الجماهير وسندان أعضاء شرف يتكلمون أكثر مما يدعمون ويتمنون سقوط الادارة والبحث عن كل ما يضعفها أمام محبي النادي وجماهيره وإعلام منقسم على ناديه فهوـ أي المفاوض ـ لا يملك المال كي يدفع ويعلم أن خروج لاعب مثل كريري من الفريق يعني فشله في إدارة النادي والتمسك بعناصره.
رابعاً:
الحالة التي كان عليها الرئيس المكلف (الجمجوم) كانت خير تعبيرعن الوضع الإداري في النادي وكيف تعاني هذه الإدارة وهي استمرار لإدارة الفايزمن ضغوطات خارجية تدعوها للاستقالة دون أن تقدم الحل البديل مما يعني أن المعاناة مستمرة.
خامساً:
انعدام السرية في التفاوض أوالتفاهم بين الأطراف المعنية، فقد كان هناك حضور لا علاقة لهم بالموضوع مثل اللاعبين البرازيليين وغيرهم وحتى لو كان حضورهم لأمور تخصهم فإن تواجدهم لم يكن له ما يبرره وكان المفروض أن يتم ذلك بعيداً عنهم وعن غيرهم للمحافظة على سريته وحتى لا يحدث ما حدث من تصوير وتسريب بل إن السؤال المطروح:
لماذا لا تكون المفاوضات داخل النادي وهو سؤال موجه لكل الأندية وليس نادي الاتحاد فقط، وإذا كان الهدف البعد عن العيون والمراقبة فإن (المقطع) يؤكد عدم القدرة على الضبط حتى في البعد عن النادي والمفاوضات داخل المنازل الخاصة.
الحقيقة المرة
أن القضية قد لا تكون في تسجيل تم تسريبه عن وضع معروف لدى الاتحاديين وإن كانت تسجل عليهم ويجب أخذ موقف منها كما قلت وإنما في الحالة التي وصل إليها نادي الاتحاد ومن المؤكد أن دفع بضعة ملايين لتسوية موضوع كريري مثلا أوغيره من اللاعبين لا تعجز أي عضو شرف اتحادي ولكنني أعتقد أن الأمرأكبر من هذا كله والضحية في النهاية الاتحاد.
والله من وراء القصد،،،