عندما تولى أحمد عيد مسؤولية قيادة اتحاد القدم كأول رئيس منتخب قال في تصريح لفت الأنظار آنذاك: "إن ديون الاتحاد ستنتهي خلال بضعة أشهر".
كثيرون أخذوا ذلك التصريح على أنه نوع من الاستهلاك الإعلامي أو أنه ـ أي أحمد ـ لا يدرك صعوبة الأمر وبيروقراطية العمل الاداري ونوعية العلاقة التي تربط رعاية الشباب بوزارة المالية خاصة وأن المبالغ بعشرات الملايين وليست رقماً عادياً يمكن التعامل معه بالإضافة إلى عدم وجود رعاة رسميين للاتحاد.. إلخ.
مضت الأشهر ولم يستطع اتحاد القدم أو رئيسه أن يفي بوعده لكن أبا رضا ظل يبدي تفاؤلاً عجيباً في رحلاته المكوكية بين اتحاد القدم ووزارة المالية حتى صدرت التوجيهات السامية وجاءت المكرمة الملكية بتسديد جميع ديون الاتحاد والتزاماته المالية عبر دعم مباشر يغطي هذا العجز بما يطرح تساؤلا هاما:
ـ هل كان أحمد عيد يملك كاريزما معينة يدرك من خلالها قدرته على إقناع المسؤول بوجاهة المطالبات.
ـ أم أنه يدرك أن الوصول للقيادة كفيل بحل كل المشاكل بمعنى وصول هذه المطالبات وقناعة القيادة بوجاهتها.
شخصيا أرى هذه وتلك وأن كلا منهما امتدادا للأخرى.
وإذا كنا ظللنا فترة طويلة ومازلنا ننتقد وزارة المالية بوقوفها عقبة أمام التنمية الرياضية والشبابية ونلوم القيادة الرياضية بعدم قدرتها على إقناع الوزارة بما تمارسه من دور مما أوجد نوعاً من انعدام الثقة بين الطرفين أدى إلى ذلك فإننا من باب الإنصاف يجب أن نشيد بوزارة المالية وهي تتفهم شرعية مطالبة اتحاد الكرة ووجاهة هذه المطالبات ودور القيادة الرياضية في ذلك.
لاشك أن فصل اتحاد الكرة عن رعاية الشباب ككيان مستقل إداريا وماليا كان أحد العوامل الرئيسة في حل المشكلة والقدرة على توصيل المعلومة الدقيقة المدعومة بالوثائق والحقائق وما يترتب على هذه المديونيات من معوقات وصعوبة حلها ذاتياً على المدى المنظورومن ثم ما يترتب على حلها من نتائج مستقبلية كان له الدورالأكبر في حسم الموضوع وإنهاء المشكلة ويحسب هذا لأحمد عيد ولادارة الاتحاد.
حل مشكلة المديونيات المتأخرة على اتحاد القدم لم يكن بالأمر الهين وربما لم يكن متوقعا أن يتم بهذه السرعة ولو لم يقدم هذا الاتحاد خلال الفترة السابقة من وجوده غير تجاوز هذه العقدة لكفى.
سداد هذه المديونيات لا يحل مشكلة الاتحاد فقط ويجعله يتنفس الصعداء بقدر ما يمتد لكل من لهم حقوق تجاهه خاصة الأندية المستفيد الأول من هذا الدعم وبالتالي فهو يضعه الاتحاد ويضع الأندية أمام مرحلة جديدة من العمل ويدعوه إلى التفرغ للبحث عن التمويل الذاتي الذي يغنيه عن الوقوع في مثل هذه المشاكل.
الغريب .. أننا عندما نتأمل في هذه المديونيات نجد أنها في الأصل حقوقاً مشروعة للجهات المستفيدة مثل النقل التلفزيوني وإعانات الاحتراف ومكافآت الحكام ومسعفي الملاعب الرياضية وبعض ميزانيات المنتخبات الوطنية مما يطرح علامة استفهام كبرى على تأخرها ويؤكد ما ذهبت إليه في الأسطر الماضية بصورة غير مباشرة عن سبب تراكمها وعوامل حلها.
المؤكد .. أن القيادة السياسية والمسؤولين التنفيذيين في هذه الدولة ـ حفظهم الله ـ لا يتأخرون في دعم كل من شأنه تنمية شباب هذا الوطن ودعمهم.
المشكلة ليست في الدعم وتوفره .. المشكلة في كيفية الوصول للمسؤول وإقناعه بوجاهة المطلب وشرعيته.
والله من وراء القصد،،،