|


عبدالله الضويحي
موعد النطقعن البطل
2013-12-17

ربما كانت من المرات القليلة بل النادرة التي تتبلور ولا أقول تتحدد فيها ملامح البطولة في وقت مبكر (منتصف الدوري) وتحديدا بعد إنتهاء مرحلة الذهاب (الدورالأول).

حدث مايشبه ذلك قبل 30عاما تقريبا في موسم 1406ـ 1986 عندما تصدرالشباب الدورالأول بفارق نقطة عن الهلال (بدون لاعبي المنتخب) وجمعت الفريقين أولى مباريات الدورالثاني بعد عودتهم وفازالشباب 3ـ2 ويبتعد بفارق 3 نقاط وهو ما يعادل 4 أو5 نقاط حاليا حيث كان الفائز يمنح نقطتان والمتعادل نقطة واحدة وبعد عدة جولات تعثر الشباب على يد النصر وكانت البداية وواصل الهلال تفوقه ليحسم الدوري لصالحه لكن الوضع هذه المرة مختلف فدخول الاحتراف ونظام الثلاث نقاط وطبيعة التنافس عوامل تؤثر في مسيرة الدوري ناهيك من وضعية الفريقين المتنافسين.

هذا الموسم استطاع النصرأن ينهي الدورالأول بإمتيازمحققا 33 نقطة من أصل 39 ودون خسارة وهو رقم قياسي إذ لو سار بنفس المعدل لجمع في النهاية 68 نقطة في إنجاز غير مسبوق ويبتعد الآن عن أقرب منافسيه وهو الهلال بـ 4 نقاط وعن صاحب المركزالثالث (الشباب) بـ11 نقطة وعن الأهلي (الرابع) بـ 13 نقطة وهذا يعني أن المنافسة على بطولة الدوري أصبحت في حكم المحسومة بين النصر والهلال ما لم تحدث أمور ليست في الحسبان وهو ما عنيته في البداية بملامح البطولة.

نتحدث هنا من ناحية فنية وما لمسناه على أرض الواقع، أما لغة الأرقام والنواحي الحسابية فإن النهضة متذيل الترتيب بـ 5 نقاط والمهدد بالهبوط له أمل في البطولة لكن في كرة القدم وفي لغة التنافس تبرز الواقعية والتعامل مع المنطق.

وحقيقة لم يكن أحد يتوقع أن ينفرد النصر بالصدارة بهذه الصورة حتى أكثر النصراويين تفاؤلا وأكثرالمراقبين والمحللين الفنيين رؤية. ربما كان هناك من توقع صدارته أو منافسته على الصدارة والبعض على المراكزالمتقدمة مانحا الأفضلية لآخرين تواروا خلفه لكن أيا من هؤلاء لم يتوقع هذا التميز.

لن نتحدث عن هذا التفوق فهو سابق لأوانه لكن الحديث عن المرحلة القادمة.

الدوري لم يحسم بعد هذا صحيح وشخصيا أعطي النصر60% فيما للهلال 40% مستبعدا حدوث مفاجآت أخرى.

يدخل النصر الدورالثاني بمعنوية عالية اكتسبها من توالي الفوزوحصد النقاط خاصة بعد تجاوزه عقبة الهلال ثم الاتحاد والشباب وبدون ضغوط نفسية وسيعمد إلى تجميع أكبر عدد من النقاط في محاولة لحسم الدوري أو على الأقل تأمين نفسه تحسباً لأي طارئ عندما يصل المرحلة الأصعب الهلال ثم الاتحاد فالشباب وفي ذات الوقت عينه على الهلال لعله يتعثر بأي نقاط تفيده في توسيع الفارق والذهاب لما هو أبعد.

فيما يدخل الهلال المرحلة وهو تحت ضغط نفسي أكثر إذ أن ضياع أي نقطة تعني المزيد من الضغط عليه عكس النصر وفي ذات الوقت ستكون عينه على غريمه لعله هو الآخر يتعثر قبل الوصول لموقعة الحسم بين الفريقين.

على الجانب الآخر فإن الفرق الأخرى وإن شعرت بفقدان الأمل في البطولة لكنها لم تفقد الأمل بعد في التأهل لآسيا أوتعويض ما فات واستعادة ثقة جماهيرها بها وقد طرأ بعض التحسن على عدد منها ويسعى الآخر لذلك ولهذا فمن غير المستبعد أن تلعب دورا مفصليا في تحديد هوية البطل.

طريق الهلال قبل موقعة الحسم أكثر صعوبة من طريق النصر لكن في عالم الكرة وفي ظل ما طرأ على الفرق أو يطرأ عليها لا يمكن التنبؤ بما سيحدث.

أعتقد وغيري كثيرون أن الجولة 23 ستكون موعد النطق عن البطل.

والله من وراء القصد،،،