كعادتنا نخطئ ونكرر الخطأ
وكعادتنا نمارس الخطأ ونحن نعرف أنه خطأ
وكعادتنا لا نتعلم من أخطائنا
نعيش في القرن الـ 21 ومازالت البيروقراطية تنحرنا من الوريد للوريد تضرب أطنابها منوخة ركابها في ربوعنا ومازال البعض يعتقد أننا في زمن الأبيض والأسود والخبر ذي الصيغة الواحدة والمصدر الواحد.
المحسوبية والعلاقات الشخصية مازالت سائدة ومن يتفرج ليمتع ذاته أولى ممن ينقل الحدث ليمتع الملايين.
والموظف الصغير يخشى الموظف الكبير والمسؤول حتى وإن كان على حق ويبحث عن مصلحة الوطن.
والمسؤول لايملك صلاحية ولا يملك الجرأة أوالمرونة في التعامل مع الحدث.
هل تذكرون (أن أنظمة المملكة العربية السعودية تمنع منعاً باتاً التصوير في أي من مطاراتها أو طائراتها وهي محلقة في الجو)، هذه العبارة التي كنا نسمعها في أي رحلة داخلية أو خارجية للخطوط السعودية بعد الإنتهاء من التعليمات ومخارج الطوارئ وربط الحزام وغيره وهي التي اختفت مؤخرا ـ أعني العبارة ـ لكن يبدو أنها مازالت منفذة بالفعل.
تذكرت هذه العبارة وأنا أتابع ماحدث من فوضى في صالة الطيران الخاص لدى وصول كأس العالم الرياض في زيارة تستغرق 3 أيام.
الجمارك تمنع دخولها بحجة عدم وجود تصريح ..
والصحفيون يمنعون من الدخول رغم حصولهم على تصاريح مسبقة.
المصورون يسمح لهم بشرط عدم التصوير..
ارحموا عقولنا
هل تعتقدون أن كأس العالم سيتم تهريبها وبيعها في سوق الذهب وعفوا لهذا التساؤل؟
أو أنها لن يخرج من السعودية حتى يتم تحصيل رسوم جمركية عليها؟
هذه كأس العالم ياجمارك.
الصحفيون لم يأتوا ليشاهدوا الكأس وإنما لتغطية الحدث فمشاهدته ممكنة في أماكن عرضه خلال فترة تواجده والمصورون كذلك.
إذاً ما الفائدة من دخول المصور إذا لم يمارس عمله؟
مسؤولو (فيفا) المرافقون للكأس استغربوا هذه التصرفات وقالوا:
إننا زرنا العديد من الدول ودخلناها بسهولة ويسر ولم نشاهد مثل هذه التعقيدات والفوضى.
كأس العالم اختارت المملكة من بين 88 دولة تزورها قبل أن تحط الرحال في محطتها الأخيرة البرازيل حيث المونديال القادم كتقليد اعتادته مع كل بطولة فهل هذا الاستقبال يليق بضيف كهذا؟
ليست المرة الأولى التي تزورفيها كأس العالم المملكة ولكنني أخشى أن تكون الأخيرة بعد هذا الاستقبال .. ثم إن الزيارة لم تكن مفاجئة ودون سابق إنذار فهي محددة منذ مدة فهل عيينا أن نستعد لها ونرتب الأمور حتى نظهر أمام الآخرين بصورة حضارية وثقافية خاصة أننا نعرف أنظمتنا وندرك ثقافتنا وكيفية التعامل معها؟
في مثل هذه الأيام من العام الماضي حضر منتخب الأرجنتين ولعلنا نتذكر الفوضى العارمة في نفس المكان والتدافع والصورة المشهورة التي تم تداولها عبر الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي وكأننا في ساحة حرب وردود الفعل على وجوه لاعبي الأرجنتين وبعد سنة من تلك الحادثة وفي وقت مازال صداها يتردد ها هو التاريخ يعيد نفسه بذات الفوضى وذات المحسوبيات وعدم التصرف أو لنقل (قل الدبرة) كما في مثلنا الشعبي بل إنها هذه المرة أشد وأنكى.
وهكذا نحن في كل مهرجان أو مناسبة نرسم الخطط ونضع البرنامج وعند التنفيذ تدب الفوضى ويذرع كثيرون المكان جيئة وذهاباً ليراهم المسؤول وتظهر صورهم في الإعلام حتى لو لم يفعلوا شيئا ويتحولون جميعهم إلى موجهين وصانعي قرار.
والله من وراء القصد،،،