|


عبدالله الضويحي
ديربي الهلال والنصر
2013-11-25

تعود بي الذاكرة سنيناً كلما حلت مباراة للنصر والهلال وفي أية مناسبة، وغيري كثيرون ممن عاصروا تأريخ الفريقين ولقاءاتهما. نحتاج كثيرا لمثل هذه المباريات لأنها تجدد الإثارة وروح التنافس وتؤكد أن الكرة لدينا لازالت بخير. منذ أن صعد النصرللدرجة الأولى قبل 50 عاما وهويعشق التحدي، لم لا ورئيسه آنذاك هو الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، لذلك وضع نفسه ندا للهلال ولم ينظر لفريق آخرمن فرق المنطقة الوسطى الشباب والأهلي والنجمة لسبب بسيط، هو أن الهلال كان بطل كأسين للملك والثالث لولي العهد وصاحب جماهيرية عريضة. وهوتصرف ذكي من الأميرعبدالرحمن لصناعة فريق بطل، وقد نجح في ذلك واستطاع التفوق عليه في تلك الفترة، وعلى مدى عقد من الزمن ونيف كانت الغلبة والتفوق للنصرحتى والهلال في أفضل حالاته عدا حالات نادرة، وعندما بدأ الدوري الممتازعلى مستوى المملكة بدأت الكفة تميل للهلال نسبيا حتى استطاع معادلتها ثم التفوق في العقد الأخيربعد أن ازداد الهلال قوة والنصر تراجعا.. وهذه حقائق معروفة ويدركها الجميع. سابقا كانت المباراة الحساسة والهامة الوحيدة في الموسم عندما يلتقي الفريقان، وكان النصرالأفضل من حيث الإعداد النفسي، لذا كانت الغلبة له. وعندما تم دمج أندية المملكة في دوري واحد، تعددت المباريات الهامة والحساسة وظهرت مباريات الكلاسيكو، وهذه خففت الضغط النفسي على الفرق وأصبحت تلعب لمصلحة بعضها البعض، وهذا ما دعم الموقف الهلالي خاصة عندما فاز بأول دوري ثم أعقبه في الموسم الثالث وهزم النصرفي بعض المباريات فشعربقدرته على التفوق وصارالفوزسجالا بين الفريقين حتى العقد الأخيركما أشرت. إثارة المباراة تبرزفيما يحدث بين الجماهيرقبل وبعد اللقاء والإعلام الذي يشعلها بما ينعكس على جوها العام، وهوأمرطبيعي في كل الديربيات العالمية حتى أصبح ديربي الفريقين الأكثرمتابعة واهتماما على مستوى المنطقة. أما اللاعبون فهم وإن كانوا يدركون حساسية المباراة، إلا أنهم يتعاملون معها كأي لقاء آخربل بأداء أفضل وارتياح أكثرلأن كلاً منهم يركزعلى الأداء والفوزأكثرمن أي شيء آخر. والحكام كما قال لي دولي سابق يعتبرونها أسهل المباريات لانصراف اللاعبين للمباراة والبحث عن النتيجة. الجمهوريتوتروالبعض لايتابع المباراة ويكتفي بالنتيجة، وبعض الإعلاميين في الفترات الأخيرة صاروا كذلك، وانعكس هذا على أدائهم ومهنيتهم. تنشط ذاكرة الجماهيرفتستعيد الكثيرمن المواقف والنتائج، ودخلت أجهزة ومواقع التواصل الاجتماعي هذه الخدمة فأعطتها إثارة جديدة ونكهة أخرى. وتفرد القنوات الإعلامية ساعات من برامجها وصفحات منها لسرد تأريخ لقاءات الفريقين ومن الأكثرفوزا والأكثرتسجيلا، ويستضيفون النجوم والمحللين ويتفقون أن المباراة كأي ديربي لاتخضع لأي مقاييس، وهذا وإن كان صحيحا إلى حد ما وتحديدا فيما قبل المباراة إلا أنها في الواقع تخضع لذلك داخل الميدان. فالفريق الأقل أخطاء والأكثرانضباطا وتطبيقا لتعليمات المدرب والقادرعلى العودة للمباراة في أي وقت وأيا كانت النتيجة هو الأقدر على التفوق والفوز دون أن نغفل بعض الحالات النادرة، لأن الخطأ في هذه المباريات محسوب. لاعبون واعدون برزوا في هذه الديربيات وكانت بداياتهم، ونجوم ودوليون أخطأوا وكانوا سببا في خسارة فرقهم، لكن عجلة التنافس ظلت تسير ورحى الديربي تدور. في السنوات الأخيرة حافظت لقاءات الفريقين على نكهتها لكن دون طعم لأن النتيجة تدخل فقط تأريخ وسجلات الفريقين دون أن تؤثرعلى مسيرتهما نحوالبطولة. أما مباراة اليوم فهي ذات نكهة خاصة وطعم مميز. والله من وراء القصد.