عندما نقول إن الجزائر حفظت ماء وجه الكرة العربية بتأهلها لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل أو نتحدث عن الحضور العربي في المونديال فإنما نقول ذلك من باب المجاز أما الحقيقة فهي غير ذلك إذ أنه لا ينسجم مع الواقع أو يتماشى معه. فالجزائر عندما تأهلت إنما تأهلت ضمن 5 منتخبات تمثل أفريقيا في هذه التظاهرة الكروية هي بالإضافة إليها نيجيريا وغانا والكاميرون وساحل العاج والحال ينطبق على المنتخبات العربية في آسيا. والفرق العربية سواء على مستوى المنتخبات أوالأندية تدخل ضمن فرق القارات ولا تدخل تصفيات خاصة بها حتى ننسب هذا التأهل لها وبدليل خلو بعض المناسبات في كأس العالم من أي منتخب عربي لكننا نذكرذلك فقط من باب العاطفة أو من باب البحث عن الذات إدراكاً منا لخيبتنا ـ وعفوا لهذا التعبيرـ المتكررة في كثير من المجالات ومن ضمنها كرة القدم وكثرة ما أريق من دم وجهنا في الملاعب العالمية والقارية ولتعطينا دليلا على عدم قدرتها على المنافسة حتى على المستوى القاري وبنظرة إلى هذا الحضور ضمن المونديال على مدى تاريخه كتأكيد ذلك نجد: أفريقياً إذا استثنينا تأهل مصر1934 فإنه منذ عام 1970 حيث نظام التصفيات القارية فقد تواجدت المنتخبات العربية في 9 مناسبات وغابت 1974 حيث تمثلت بزائير وعام 1990 بالكاميرون وفي جميع هذه المناسبات التسع كان الحضورالعربي بمنتخب واحد عدا 1986 (المغرب والجزائر) و1998 (المغرب وتونس) وهذه الدول الثلاث فقط تتبادل الأدوار فيما بينها ما عدا 1990 عندما تأهلت مصر. وبالرغم من تواجد حوالي 10 دول عربية في أفريقيا إلا أن الحضورالعربي في كأس العالم اقتصر فقط على المنتخبات المذكورة. آسيوياً بدأ الحضورالعربي كممثل لآسيا في مونديال 1982 بالكويت كممثل وحيد ثم العراق 1986 والإمارات 1990 ثم السعودية 1994 و1998 و2002 و2006 وبالرغم من وجود 12 دولة عربية في آسيا وارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلا أن أياً من هذه المنتخبات عجز عن أن يحتل مقعدا من بين أربعة مقاعد ونصف لممثلي آسيا في بطولتي 2010 و 2014 وعودة للحضورالعربي في عمومه نجد أنه يتفوق لدى العرب الأفارقة خاصة منتخبات المغرب وتونس والجزائر التي وصل كل منها للنهائيات 4 مرات وفي الدورات الأخيرة تونس ثم الجزائر. وهذا أمر طبيعي لقرب هذه الدول الثلاث من أوروبا واحتراف معظم لاعبيها في الأندية الأوروبية شأنها شأن الدول الأفريقية الأخرى حيث يصل عدد المحترفين بالعشرات وفي أحيان أخرى يكون كامل أفراد المنتخب محترفون في الخارج وهو ما لا يتوافر لمصر مثلا التي تتفوق في كأس الأمم الأفريقية لكنها تخرج من تصفيات كأس العالم وهذا أمرغريب فيما تفتقد بقية الدول العربية في القارة للبنى التحتية وللمادة ولكل عناصر النجاح في كرة القدم. الاحتراف الخارجي لا يتوافرلدى عرب آسيا وهو جزء من المشكلة إذ إن ذلك يساعد على تنمية ثقافة اللاعب وبالرغم من توافر الإمكانات المادية إلا أنها ظلت عاجزة عن عن مجاراة منتخبات شرق القارة لأنها لا تطبق الاحتراف بمفهومه الحقيقي ولأنها تملك المادة لكنها لا تملك الفكر القادرعلى تسخيرهذه المادة سواء بالتخطيط أوالتنفيذ دون أن نغفل عاملا مهماً ربما كان أحد عوائق الاحتراف الخارجي بل إنه كذلك وهو الوضع الاجتماعي في دول الغرب الآسيوي خاصة منطقة الخليج وعدم وجود مغريات تدفع لذلك. والله من وراء القصد،،