و(عزيزـ بتشديد الياء ـ) كما هو معروف عند أهالي الرياض تصغير (عبدالعزيز) والتصغير هنا للتمليح أو التدليع وقد لا يعرف كثيرون من الجيل الحالي من هو (أبوعزيز) ولا تاريخه لكنهم قد يعرفون عبدالرحمن الدهام وهذه كنيته نسبة لابنه الأكبر كواحد من أشهرالذين مروا على الرياضة السعودية ومن أكثرهم عطاء إذ لايمكن أن تذكر هذه الرياضة دون أن يرد له ذكر فيها خاصة كرة القدم ومهما اختلف البعض وربما الكل معه في توجهاته أوبعض آرائه إلا أنهم يتفقون على ذلك. كان واحدا من قلائل يثق فيهم الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) ورجالاته في المهمات الصعبة على صعيد الرياضة المحلية ورجل المناصب المتعددة حتى قيل عنه (ما في هالبلد إلاهالولد) وكان يديرها بكل كفاءة واقتدار. كثير الابتسامة والمرح لكنه ذا شخصية قوية مهما كان الطرف المقابل واثق من نفسه وقراره وتحمل بسبب ذلك الكثير من الإهانات والنقد والإيذاء الجسدي. الحديث عنه يطول وأرجو أن أجد الفرصة ذات يوم للكتابة عنه وغيره ممن عاصرتهم وممن يستحقون التكريم والتقدير لكن حديثي اليوم وما دعاني لهذه المقدمة عن موقفين أحدهما أسجله للتاريخ والأمانة. ضائعون ضائعون: تحت هذا العنوان وفي هذا المكان كتبت قبل أسبوعين عن وفدنا إلى مونديال الأرجنتين 1978 وردة الفعل التي صاحبت الموضوع لدى الأمير فيصل بن فهد واتصاله بالوفد (يمكن العودة للموضوع بالبحث تحت ذات العنوان في موقع الجريدة على النت) وأن الأستاذ علي الرابغي تلقى الصدمة الأولى في المكالمة ثم الأستاذ علي آل علي والحقيقة أن الذي تولى كبره هو الأستاذ عبدالرحمن الدهام وهو بالمناسبة من أكثر القادرين على فهم الأمير فيصل والتعامل معه إن لم يكن الأقدر بالفعل. الأستاذ علي الرابغي اتصل بي بعد قراءته لموضوعي السابق مصححاً المعلومة وحافظاً للرجل حقه مؤكدا أنه أول من تلقى مكالمة الأمير فيصل ـ كما أشرت ـ حيث كان في بهو الفندق وجاء الدهام وناوله المكالمة التي استمرت ـ كما يقول أبومروان ـ ساعتين ونصف الساعة استطاع خلالها الدهام أن يمتص غضب الأمير ويشرح له الموضوع ويحله بحنكته وخبرته وأثق أنه لم يكن لديه خلفية عنه وفي اليوم التالي تحدث معي الأستاذ علي آل علي رئيس الوفد الإعلامي وربما هذا ما أحدث لدي بعض اللبس في المقال السابق وهنا أحتفظ بكل التقدير والود والاعتذار للأستاذ عبدالرحمن الدهام. المقابلة الأولى: كان الأستاذ عبدالرحمن الدهام أول شخصية رياضية أجري معها حديثا صحفيا ففي الأسابيع الأولى من عملي في الصحافة في النصف الثاني من 1975ـ1395هـ طلبته فوافق مرحباً وذهبت إليه في مكتبه في المكتب الرئيسي لرعاية الشباب في المنطقة الوسطى وأثناء الحوار اعتذرمضطرا الذهاب إلى ملعب الملز وكان مديره وخيرني بين اللحاق به أو العودة مرة أخرى فلحقت به ومن هناك أيضا إلى رعاية الشباب في مبناها القديم ضمن مباني وزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك حيث عمل آخر كان يعمل ويقلب الأوراق ويتناقش مع آخرين ويجيب على أسئلتي برحابة صدر لم يكن لدي سيارة كطالب في بداية حياته الجامعية والصحفية فكنت ألاحقه بسيارة أجرة (تاكسي) وكان يعتقد أن معي سيارة ونشرت الحديث على صفحة كاملة كانت مثار النقاش وإعجاب الزملاء لما فيها من معلومات جديدة وجرأة في بعض الأسئلة. كبر(عزيز) ولم يعد يليق به الاسم وتقاعد (أبوعبدالعزيز) فأراح واستراح. والله من وراء القصد،،