|


عبدالله الضويحي
مسابقة غامضة وجوائز مفقودة
2013-11-08

في نهاية 1975 وبداية 1976 نظم الاتحاد السعودي لكرة القدم بطولة الصداقة الدولية وشارك فيها منتخبات إيطاليا والنمسا وتركيا والجزائر ومصر بالإضافة إلى المنتخب السعودي. جاء تنظيم هذه البطولة استعدادا لدورة الخليج الرابعة التي كانت ستستضيفها قطر نهاية مارس 1976 وكانت تمثل بالنسبة لنا أهمية كبرى خاصة بعد خسارتنا للدورات الثلاث الماضية رغم إمكاناتنا الفنية والمادية وسيشارك العراق فيها لأول مرة وإضافة لدورة الصداقة فقد تم إلغاء أول دوري ممتاز في المملكة بعد أن مضى منه 33 يوما (5 جولات من أصل 14) بعد تصنيف الأندية في الدورة التصنيفية التي أقيمت في موسم 74ـ75 خصيصا لهذا الغرض. أقام المنتخبان الإيطالي والنمساوي في الإنتركونتننتال وكان الوحيد من فئة النجوم الخمس ويقع في منطقة شبه معزولة حيث كان شمال طريق المعذر شبه خال فيما لم يتم رصف جانبي الطريق وتحسينه وأقامت بقية الوفود في فندق اليمامة بشارع المطار وكان من أرقى فنادق العاصمة ومقرا لسكن رؤساء الدول قبل ظهور الإنتركونتننتال. لم يقدم منتخبنا ما يطمئن على جاهزيته واستعداده لدورة الخليج ونتج عنه المنتخب الرمزي وهذا له حكاية مستقلة في الأسبوع القادم. ومن أجل جذب الحضور الجماهيري نظمت إدارة الإعلام والنشر في رعاية الشباب مسابقة وإجراء سحب على التذاكر وجوائز قيمة إلا أن نتائجها لم تعلن عقب الدورة. بعد عام بالتمام زارني في مكتبي في صحيفة الرياض وكنت رئيساً للقسم الرياضي أحد الإخوة لا أتذكره الآن ومعه كعب تذكرة يحتفظ بها من دورة الصداقة مستفسرا عن مصير المسابقة والجوائز فكتبت زاوية حول الموضوع بدأتها بالقول: (كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان وكان هناك دورة تسمى دورة الصداقة أقيمت في العام الخامس والسبعين بعد التسعمائة وألف للميلاد وكان أن تم تنظيم مسابقة على هامشها.. وبهذا الأسلوب حول الدورة والمسابقة وعدم الإعلان عن الجوائز ثم ختمتها بالقول: (وأرجو من العلي القدير أن تكون جوائز دورة الصداقة من معطيات عام 2000) كان عام 2000 بالنسبة لنا بعيد المدى وكل ما نراه مستحيلا وصعب المنال نرميه على عام 2000 وقد أمد الله بأعمارنا وله الحمد وأصبح 2000 لا شيء بالنسبة لـ 2013 والإنتركونتننتال الذي كان في أطراف المدينة إن لم يكن خارجها أصبح الآن في قلبها وشهدت هذه العقود تغيراً ديمجرافيا ونقلة كبرى في عالم التقنية والاتصال لا يمكن أن نتصورها أو نستوعبها لو لم نعايشها على أرض الواقع. بعد نشر الموضوع اتصل بي علي بن عبدالله آل علي (رحمه الله) مدير إدارة الإعلام والنشر في رعاية الشباب آنذاك وكنت وقتها طالباً في المرحلة الجامعية ولم يمض على دخولي الصحافة الرياضية أكثر من سنة ونصف السنة وقال لي: (أخ عبدالله أنا لم أتصل لأعترض على المقال وما جاء فيه فمن حقك أن تنقد وكلامك صحيح وهناك ظروف معينة وراء ذلك لكن ما جعلني أتصل أن أحد الإخوة لدي في المكتب وضع خطين تحت (العلي) وقال تراه يقصدك وأنا أقسم بالله لا يخالجني شك في نيتك وقصدك ولكن فقط أحببت أن أنبهك وأنت في بداية الطريق أن تحرص وتدرك أن هناك من يفسر الكلام سواء بفهم خاطئ أو متعمد للإساءة للآخرين) رحم الله أبا بندر وغفر له وعفا عنه ومن فسر عبارتي تلك. والله من وراء القصد،،