|


عبدالله الضويحي
لا ضمير يردعولا مسؤول يمنع
2013-11-07

لو أن الوسط الرياضي مر هذه الأيام بجانب عود ثقاب مشتعل لصار نارا موقدة تأكل الأخضر واليابس. وبلغة أخرى فهو يعيش على فوهة بركان حي وليس من البراكين الميتة بمعنى أنه معرض في أي لحظة ليقذف بحممه البركانية ذات اليمين وذات الشمال. هذه هي الحقيقة في نظري. ومقولة إن ما يحدث من مناكفات ومشاحنات داخل هذا الوسط وبين المنتمين إليه هو ملح الرياضة ويضيف لها نكهة أخرى مقولة خاطئة وغيرصحيحة وأصبحنا نستخدمها متى ما أردنا ونتخلى عنها متى نريد. يطلقها البعض ممن لايدرك الخلفيات التي تنطلق منها والآثارالتي يمكن أن تترتب عليها وقد يدرك ذلك لكن هذا لا يهمه قدر البحث عن مصلحته الشخصية أومصلحة الكيان الذي ينتمي إليه. ويطلقها البعض ممن يريد من خلالها تنفيذ أجندة معينة تدورفي ذهنه ويريد الوصول إليها. ويطلقها من يسير وسط المعمعة وخلف أولئك دون إدراك وتمييز تقوده ثقافة القطيع. حقد وضغائن وتنافس غير شريف وإدعاءات وأباطيل وتهم دون رادع من دين أوضمير أوخلق. الحقائق التي لا تتفق وعواطفنا وميولنا هي في نظرنا أكاذيب أوأننا نصورها كذلك رغم إدراكنا لحقيقتها ونبحث عما ندعم به موقفنا أو نختلق ما هو ضده تجاه المنافسين. يغيظنا نجاح الآخر ونبحث عما يعرقل نجاحه بل ونشكك في هذا النجاح بدلا من تلمس أسبابه وتطبيقها لنقف معه على درجة واحدة من المنافسة بل ونتخطاه. والأمر لم يعد طعناً في الذمم أو تلميحاً بقدر ما أصبح إتهاما صريحا وعلنيا بالسلوك والأخلاقيات وإلحاق الضرر بالآخر. هو الحسد ولا غيره الذي أبعد إبليس عن الجنة وأخرج أبونا آدم منها. يتهمون ويطعنون .. وفي المناسبات يلتقون .. وللابتسامات يتبادلون .. وبالأحضان لبعضهم يأخذون .. تلك اختلافات في وجهات النظر وما بيننا شيء .. هكذا يقولون. والحقيقة أن تلك الابتسامات ما هي إلا ابتسامات صفراء يختفي وراءها أشياء وأشياء. وكلما رأت بعض البرامج الرياضية نارا للفتنة أوقدوها. وكلما أراد بعضهم أن يحضر رمى عود ثقاب. عبارات وآراء لا توحي بالإساءة وتمثل وجهات نظر يمكن مناقشتها بهدوء وبرأي ورأي آخر تتسابق عليها البرامج الرياضية والقنوات الفضائية وتتداخل فيما بينها وتستضيف كل من لديه عود ثقاب أو قطرة زيت بغض النظرعن قدرته على استعمالها الاستعمال الصحيح ويلهو بها كالأطفال وبدلا من ضربه على ظهر اليد (لا ياحبيبي) هذا خطأ يأخذون يده وفيها عود الثقاب لإشعال الموقف. كل هذا يتم تحت ظل الإثارة والمهنية وهي منهم براء. وحتى لا يصفني البعض بالتشاؤم والتعميم أستثني وكم أتعبنا هذا الاستثناء أمرين: أولهما: ما يتداول على سبيل النكتة والتنافس ورفع المعنويات دون الإساءة للأشخاص أوالكيانات مثل (متصدرلا تكلمني) و(خذ بطولة وكلمني) في التنافس الدائر بين النصر والهلال هذه الأيام فهذه تضفي نوعاً من الإثارة وتعطي التنافس بعدا آخر وهي مقبولة طالما أنها في إطارها المطروح. الثانية: آخرون يحملون قلوباً بيضاء ويؤمنون بمبدأ التنافس الشريف على مختلف ميولهم وهؤلاء ينقسمون إلى فئتين: ــ فئة ضاع صوتها وسط الزحام لأن الصوت الأقوى هذه الأيام هو الصوت الأعلى وليس صوت الحقيقة. ــ وأخرى لا تتحمل مايحدث ولا تريد أن تكون جزءا منه ففضلت الابتعاد. فخلت الساحة لهؤلاء .. لا ضمير يردع .. ولا مسؤول يمنع .. والضحية لا أدري لكن من المؤكد أن حمم البركان عندما يثور لا تنتقي الضحية. والله من وراء القصد،،